أخبار حياة – (خاص) ينظر البعض للتحركات المفاجئة للمعارضة السورية المسلحة بعين القلق، والسؤال الحاضر يتراوح بين، هل هو تحرك طبيعي؟ أم أن هناك من له يد بتحريكها في هذا التوقيت؟.
تأتي هذه الأسئلة، في وقت ملبد بالغيوم السياسية بدءا من استمرار العدوان على غزة ومن ثم لبنان التي شبه توقفت باتفاق، إلى تداعيات عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة.
يعود إلى الأفق السياسي طرح مصطلح الشرق الأوسط الجديد، وهو يأتي تزامنا مع استكمال ترامب مشروع صفقة القرن الذي يُنهي القضية الفلسطينية، في وقت يشهد فيه تراجعا للدور الروسي إضافة للإيراني في سوريا.
في سياق التساؤلات يطرح مجموعة منها الكاتب السياسي وسيم عنيزات حول دوافع تحرك المعارضة السورية في مثل هكذا توقيت بعد هدوء دام سنوات.
يقول إن المعارضة السورية شنت تحركا سريعا ومباغتا على منطقة حلب مستغلة الظروف التي تمر فيها المنطقة وحالة النظام السوري وما تشهده الساحة الروسية من حرب مع اوكرانيا المدعومة من الامريكان والغرب.
ورأى أن توقيت هجوم المعارضة ونتائجه يحتاج إلى توقف وتفسير تحديدا نها جاءت أثناء انشغال العالم بوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وحزب الله.
وذهب في مقالته المنشورة بصحيفة الدستور إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تلعب “على المكشوف وأكثر وضوحا لاضعاف ايران وتقليص نفوذها في المنطقة وكذلك إضعاف المقاومة ومحاولة التخلص منها بأي ثمن” .
وأشار إلى أن ما يحدث في سوريا مؤخرا لا يخرج عن هذا الفلك ويصب بنفس الدائرة ولكن بنوايا مختلفة فكل جهة تبحث عن تحالفات مقابل تحقيق مصالحها والوصول إلى اهدافها، لافتا إلى أن إعادة ترتيب المنطقة ماضية بأيد أمريكية ولكن بأدوات مختلفة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعد ان تقاسمت الأدوار مع دولة الاحتلال.
من جانبه، قال سلطان العجلوني في إراج على حسابه في فيسبوك إنه “لا يحق لأحد أن يحرم أي شعب حقه في الثورة على الظلم والطغيان تحت أي مبرر كان”، وأضاف: “ستقولون ربما يأتي الأسوأ”.
وقال: “سيسقطه الشعب كمان أسقط الذي قبله، فقد ذاق طعم الحرية ولن يتخلى عنها مرة أخرى، ورأى أنه “اختيار السيء الموجود القديم المؤكد خوفاً من سيء محتمل جديد قمة الغباء”.
وتساءل استاذ العلوم السياسية حسن البراري العجارمة عما يجري في سوريا.
وقال: لا أستطيع تجاهل دور تركيا في تحريك الأزمات في وقتٍ حساس، مشيرا إلى أنها “طأطأت الرأس حين أُبيدت غزة ولبنان، ولكن توقيت تدخلاتها الحالية، وسط جراح المنطقة العميقة، يثير تساؤلات حول دوافعها ويزيد من تعقيد المشهد أكثر”.
وقال في إدراج على حسابه في فيسبوك “بدأت تركيا تلعب دورا سلبيا من خلال تحريك أزمة جديدة، تُغذي الفتنة وتزيد من تعقيد المشهد”.
واعتبر أن تركيا تجاهلت هشاشة اللحظة، وأضافت وقودًا إلى نارٍ لم تهدأ بعد، ضاربة بعرض الحائط حاجة المنطقة للهدوء والتسوية، لا التصعيد والتشويش.
وقال “حتى إن انتصرت تركيا في سوريا، فإنها تستثمر النصر فقط في سياق مصالحها الوطنية الضيقة، التي لا تتقاطع بالضرورة مع مصالحنا في لجم العدو الصهيوني ووقف النزيف الاستراتيجي التي يعاني منه المشرق العربي”.
وكانت فصائل المعارضة السورية المسلحة قد تمكّنت خلال 48 ساعة من السيطرة على مناطق وسط حلب وأخرى في ريف إدلب شمال غرب سوريا، في هجوم هو الأول من نوعه منذ 5 سنوات.