أخبار حياة – لليوم الـ 422 تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية في قطاع غزة، عبر شنّها عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي المكثف منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وسط وضعٍ إنساني كارثي نتيجة الحصار، وتحديداً مناطق الشمال التي لم يستثنِ القصف شيئاً فيها.
ولليوم الـ 47 تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على شمال قطاع غزة، تزامنًا مع تدمير مقومات الحياة والنجاة للمواطنين الذي يرفضون النزوح ومغادرة أراضيهم ومنازلهم، فيما ما يزال الدفاع المدني معطل قسرًا لليوم الـ 29 تواليًا عن العمل في شمال القطاع، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافه في حال العمل على إنقاذ المواطنين الذين يتعرضون للقتل ويتركون للموت تحت ركام منازلهم.
وفي أبرز التطورات، قال حسام أبو صفية، مدير مستشفى “كمال عدوان” في شمال قطاع غزة، امس الاحد، إن نحو 200 شهيد فلسطيني لا يزالون تحت أنقاض منازل دمرتها إسرائيل شمال القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأوضح أبو صفية في مقطع فيديو مصور: “المشهد الإنساني في شمال القطاع يقترب من الكارثة المطلقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث استشهد أكثر من 200 فلسطيني في الساعات الـ48 الماضية، ولا تزال جثامينهم تحت الأنقاض”.
وأضاف أبو صفية: “الاحتلال ارتكب مجازر بحق عائلات الأعرج والبابا وعليان وورش آغا، وما وصلنا إلى المستشفى من بين من نجوا من الغارات الإسرائيلية هي ثلاث إصابات فقط، ممن بقوا أحياء”. وتابع: “ما يدمي القلوب هو سماع أصوات أحياء يستنجدون من تحت الركام، وعند محاولة المواطنين إنقاذهم، استُهدفوا مجددا بالطائرات الإسرائيلية، ما يجعل الوصول إلى تلك المناطق شبه مستحيل”.
وأشار إلى أن “استهداف منزل عائلة الأعرج كان مأساويا، حيث كان هناك نحو 100 شخص داخل المنزل، ولم ينجُ سوى شخص واحد، وهو موظف في مغسلة مستشفى كمال عدوان، تصادف وجوده على رأس عمله أثناء الغارة”.
وأوضح أبو صفية أن المستشفى يواجه تحديات كبيرة، أبرزها منع إدخال المعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الضرورية، إضافة إلى منع دخول مركبات الإسعاف التي تصل بصعوبة.
وأشار إلى وجود 63 حالة منومة في المستشفى، غالبيتها من الجرحى، بينهم 9 حالات في العناية المركزة، واثنان من حديثي الولادة، معظمها حالات حرجة.
وفي وقت سابق، أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة، الأحد، ارتقاء نحو 100 فلسطيني في مجازر إسرائيلية خلال الـ24 ساعة الماضية في قطاع غزة، الذي يشهد إبادة جماعية منذ أكثر من عام.
وقال متحدث الدفاع المدني محمود بصل في بيان: “استشهد نحو 100 فلسطيني في مجازر إسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية خلال عمليات القصف التي تعرض لها القطاع”. وأشار إلى أن “أبرز هذه المجازر كان قصف منزل لعائلة الأعرج في تل الزعتر بجباليا شمالي القطاع، والذي كان يؤوي أكثر من 40 شخصا”.
وأوضح أن “الدفاع المدني ما يزال معطلا قسرا في كافة مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنين هناك دون رعاية إنسانية وطبية”.
وأردف: “الجيش الإسرائيلي هاجم طواقم الدفاع المدني شمال قطاع غزة في 23 أكتوبر الماضي وسيطر على مركباته وشرد معظم عناصره إلى وسط وجنوب القطاع واختطف 10 منهم”.