صفوت عمارة: التضامن مع الشعب الفلسطيني واجب ديني وإنساني

أخبار حياة – قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، وعضو الاتحاد الدولي للغة العربية، إنَّ صراع العرب مع الكيان الصهيوني مستمر منذ عقود ولن ينتهي؛ إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية، بانسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من يونيو 1967، وإقامة الدوليين لوقف نزيف الدماء بين العرب واليهود، واستكمالًا لاتفاقيتي التسوية التي وقعتهما إسرائيل مع مصر عام 1979، والأردن عام 1994، فكل احتلالٍ إلى زوالٍ إن آجلًا أم عاجلًا، طال الأمد أم قصُر.

وأضاف الدكتور صفوت عمارة، أنَّ القضية الفلسطينية تُعدّ قضية العرب الأولى؛ إيمانًا منه بحقِّ الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نؤكد دعمنا لصمود الشعب الفلسطيني البطل، وندعو كل أحرار العالم -قياداتٍ وشعوبًا- لدعم ومساندة الحق الفلسطيني، انطلاقًا من المسؤولية الإنسانية والتاريخية لوقف تلك المجازر الصهيونية، والقتل الوحشي والإبادة الجماعية التي لا تقل بشاعةً عن المحارق النازيَّة التي حدثت في منتصف القرن الماضي، ولا بُدَّ ألا تمر تلك المجازر الصهيونية دون عقاب رادع لهؤلاء المجرمين.

وأشار «عمارة»، إلى أنَّ القضية الفلسطينية قضية إسلامية قبل أن تكون قضية عربية، أو فلسطينية وطنية محلية، والدفاع عن المسجد الأقصى وتحريره والتضحية من أجله فرض وواجب شرعي على الأمة الاسلامية، فالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، وأيضًا هو المكان الذي شرفه الله عزّ وجلّ فجعله نهاية مسرى نبينا محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وبداية معراجه إلى السماوات العلا، حيث صلَّى إمامًا بالأنبياء جميعًا عليهم السلام.

وأكد الدكتور صفوت عمارة، أنَّ القدس تعتبر القبلة الأولى والوحيدة عند المسيحيين، وتضمّ الكثير من المقدسات المسيحية، أهمها كنيسة القيامة، التي شيدها الإمبراطور الروماني قسطنطين عام 326م، حيث تُعدّ أقدس الأماكن المسيحية في القدس والعالم المسيحي، ويحج إليها المسيحيون من مختلف أنحاء العالم منذ حوالي ألفيّ عام، كما يوجد في القدس الكثير من الكنائس والأديرة ومنها: كنيسة القديس توما، وكنيسة مريم المجدلية، وكنيسة القديس بطرس، وكنيسة الجثمانية، وكنيسة مار فرانسيس، ودير العذراء، ودير مار مرقص، ودير مار يعقوب، ودير مار يوحنا المعمدان.

ونوه الدكتور صفوت عمارة، إلى أنّ الشعوب العربية لا تزال تلفظهم وترفض التعاون معهم على المستوى الشعبي، لقتلهم الأطفال والنساء والشيوخ، ويجب على كل مسلم أن يحمل عب‏ء القضية الفلسطينية لأنها قضية كل مسلم؛ فإذا كان اليهود يُعلمون أطفالهم بعض الأناشيد التي منها: “شُلَّت يميني إن نسيتك يا أورشليم”، فنحن أولى منهم أن نعلم أولادنا ونساءنا وسائر أفراد أمتنا أن القدس هي أولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، وإذا كان أطفال اليهود يقول بعضهم لبعض: “إلى اللقاء في القدس”، فمن باب أولى كل مسلم أن يقول إلى اللقاء قريبا في المسجد الأقصى محررًا من رجس اليهود، ولايزال الفلسطينيون يسطرون أعظم ملاحم البطولة والفداء والشهامة والإباء يجابهون أعتى الأسلحة والأساطيل والطائرات يدافعون عن وطنهم ومقدساتهم ونسائهم وأطفالهم وبيوتهم وأعراضهم، بقلوب ملؤها الإيمان وعزيمة تأخذ إصرارها من اللَّه، وستبقى فلسطين أبيَّة على الطغاة مهما طال الزمن، وسيظل شعبها مرابطًا على أرضه وعرضه ومقدساته.

  • ويعتبر الدكتور صفوت محمد عمارة من علماء الأزهر الشريف وعضو في الاتحاد الدولي للغة العربية.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات