هل الشعور بالذنب مرض؟

أخبار حياة – قالت الأخصائية النفسية، إيمان الشعيبي، إن الشعور بالندم هو أمر جيد ومفيد ولكن الكثير منه قد يؤدي إلى الأذى.

وأضافت في حديث لبرنامج بيت حواء عبر أثير حياة اف ام، أن الندم جيد لأنه يدل على مدى نضج المرء.

وبيّنت أنه من خلال الشعور بالندم يكون المرء أكثر قدرة على إدارة التجارب الإنسانية، لافتة إلى أن الجميع يُخطئ ويتعرض لظروف صعبة، وأن إدارة التجارب الإنسانية تكون متقبلة لأنها ليست نقية على الإطلاق.

وأوضحت أن الشعور بالذنب يأتي من مرحلة الطفولة المبكرة ويتأثر بأساليب التربية، حيث أن دماغ الإنسان يتبرمح على مراحل معينة من التربية وعلى أفكار ومبادئ “مقبول أو غير مقبول”.

ولفتت إلى أن الإفراط بالشعور بالذنب يعتبر حالة مرضية عُصابية ويحتاج إلى علاج نفسي، لأن في هذه الحالة الفرد يتوهم الخطأ ويعمل على تضخيمه وقد يكون لديه ضعف في تقدير نفسه ولومها وجلدها، فلا يدخل إلى مستوى الشعور السوي بالذنب.

وأضافت أن هناك ثلاثة مستويات للشعور بالذنب، وهم؛ المستوى المرضي، الشعور بالذنب المتوسط والذي يتمثل باللامبالاة والشعور بالذنب السوي والذي لا يقود الفرد إلى جلد الذات والانعزال عن الآخرين.

وواصلت حديثها أن عندما يسيطر الشعور بالذنب على الفرد يحدث تداخل للشعور مع خجل وذنب وحزن، وقد تدخل أعراض الاكتئاب أو القلق، حيث يصبح الشخص غير منتج أو مثمر، وطريقة التربية قد تكون ناقدة وتحمل مسؤولية الأخطاء والتعامل معها بشكل مختلف.

وقالت الشعيبي إن كلما تقبل الإنسان طبيعته البشرية يساعده على التوازن في الشعور بالذنب، ويجب على الفرد معرفة مصدر الشعور وهل هو مثمر أم لا ومن ثم يتعامل معه بطريقة تصحيح الأخطاء مما يساعده على النمو والتطور، وكما يساعد على تعلم دورس من السلوكيات التي قام بها الفرد، فإنه مفيد ويساعد ببناء إعادة توجيه البوصلة الأخلاقية والسلوكية، وهو يعتبر شعور معتدل ومثمر لتعديل السلوكيات.

وأضافت أن عندما الفرد يخاطب نفسه ويذنّبها على أخطاء لم يرتكبها ولم يكون هناك سبب حقيقي للغرق بالتفكير، عليه في هذه الحالة استشارة مختص أو التعبير لأشخاص ثقة عن الشعور الغير مثمر والغير مجدي.

من منا لم يرتكب خطأً ثم وجد نفسه محاطًا بمشاعر اللوم والإحساس بالذنب؟ حتى في الحالات التي لم نخطئ فيها، نجد أنفسنا أحيانًا نعيش في دوامة من هذا الشعور، قد تشعر بالذنب بسبب فكرة خطرت ببالك أو نتيجة لعمل قمت به.

كما يمكن أن تشعر بالذنب لأن أفكارك وأفعالك لا تتماشى مع ثقافتك أو عائلتك أو معتقداتك. غالبًا ما يرتبط الشعور بالذنب بأحداث سلبية، لكن المفاجئ أن لهذا الشعور وظيفة إيجابية في بعض الأحيان.

ففي كثير من الأحيان، يسعى الشعور بالذنب إلى توجيهك نحو اتخاذ قرارات أخلاقية صحيحة، إذا كانت أفعالك قد أدت إلى نتائج أو مشاعر سلبية، فإن الشعور بالذنب سيذكرك لاحقًا بأن ما قمت به كان خطأً، مما يجعلك تتجنب تكرار ذلك.

ومع ذلك، يصبح الشعور بالذنب مفرطًا عندما يتحول إلى هواجس من القلق أو ميول اكتئابية، وقد يؤدي إلى أعراض جسدية مرضية إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. على الرغم من أن معظم مشاعر الذنب تنبع من داخلنا، إلا أنها غالبًا ما تتأثر بعوامل خارجية.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات