بلال العبويني
غادر بشار الأسد سوريا فجر الاحد دمشق تاركا العاصمة وبقية البلاد لتواجه مصيرا جديدا بسيطرة المعارضة على العاصمة وغالبية مدن البلاد.
لكن السؤال.. ماذا عن بقية أركان النظام في سوريا؟
رئيس الوزراء محمد جلالي نشر فيديو صباحا عبر فيه عن موقفه وانه سيبقى في منزله.
لكن بعد ساعات قليلة ظهر وهو يغادر منزله تحت حماية المسلحين.
المعارضة في سوريا كلفت جلالي بادارة البلاد مؤقتا فكانت أولى تصريحاته عن انتخابات مقبلة يختار فيها الشعب من يريد حكمه.
تطورات الأحداث وتلاحقها ثم تصريحات روسيا ومن ثم ايران اللتين كانت لهما اليد الطولى في سوريا خلال السنوات الماضية؛ بدت لافتة ويمكن أن تفتح المجال لمزيد من القراءة والتحليل تحديدا أنهما تحدثتا عن وجوب أن يحكم السوريون أنفسهم.
ما الذي جرى في سوريا وتحديدا دمشق قبيل ساعات من دخول المعارضة العاصمة؟
هذا ما يثير الأسئلة بالنظر إلى أن النظام السوري ظل عصيا على السقوط رغم ضراوة المعارك التي انطلقت شرارتها في العام ٢٠١١؛ ليسقط هكذا وبرمشة عين في تطورات أكثر من درماتيكية.
مستقبل سوريا كدولة موحدة جغرافيا وسياسيا؛ ليس واضحا بعد أن كان سيكون موحدا ام ستتحول لجزر معزولة تتحكم بها جماعات أو حكومات محلية.
المعارضة استبقت ما سيؤول اليه واقع الانقسامات جغرافيا وسياسيا كما تقول بالهجوم على قوات كردية في الشمال.
لكن السؤال ايضا؛ هل فقط الأكراد من يحب ان يخشاهم السوريون من الذهاب إلى خيار النزعات الانفصالية؟
في الواقع المجاميع والفصائل المسلحة التي اتخذت من ادلب مقرا لها في أواخر العقد الماضي تحاربت فيما بينها، ما يعني أن النزعات الانفصالية والتنافس على الحكم ستظل القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في اي لحظة.
هذا سيكون مرتبطا بدرجة أولى بمن يقف خلف تلك الفصائل المسلحة أو خلف القوات التي يقودها ابو محمد الجولاتي؛ الذي أصبح اسمه احمد الشرع.
لكن ما يمكن الالتفات اليه اليوم أنه صحيح غادر الأسد دمشق في جنح الليل لكن الأكيد أن نظامه ما يزال موجودا في الحكم والدليل أن رئيس وزرائه يقود المرحلة الانتقالية وبعض وزرائه يجلسون خلف مكاتبهم لإدارة وزاراتهم على الأرض.
الفوضى عمت في دمشق خلال اليوم الأول من غياب حكم بشار، لكن بقاء بعض أركان حكمه موجودون على رأس عملهم أو في دمشق قد يؤشر الى أننا أمام سيناريو ممكن أن تكون ملامحه خلال المرحلة المقبلة بعودة بعضهم لكن بفكر وسياسة جديدة تتواءم مع المرحلة المقبلة.
وغير ذلك؛ لا يمكن للفصائل المسلحة أو للجولاني اي مستقبل لحكم سوريا، كل سوريا. وهذا بالضبط ما لم يتح بشكل مطلق للاسلاميين في تونس أن يستمروا في الحكم رغم خلفيتهم السياسية العميقة والتي تختلف تماما مع ما هو موجود في سوريا ذات الخلفية العسكرية المحضة من دون أن يعرف عنهم انهم حملوا للحظة مشروعا سياسيا.
لكن؛ مع ذلك المشهد مفتوح على عديد القراءات التي قد يكون ما كتبناه سابقا واحدا منه.