كيف حوّلت حرب الإبادة داليا المجدلاوي من أخت إلى أب وأم؟

أخبار حياة – ما أبشع قصص الحرب وما أقساها، وهي تكوي قلوب الفلسطينيين يومًا بعد آخر، وما تزال آلة الحرب الإسرائيلية تصب حمم الموت في مناطق قطاع غزة، حيث لا ينتهي الأمر بالقتل والإصابة، بل هنا تبدأ المأسي.

قصتنا اليوم حول فتاة فلسطينية، أجبرها الوجع والإجرام الصهيوني أن تصبح أمًا لخمسة من إخوانها بعد أن قتل الاحتلال والديها وأخيها، في مشهد تراجيدي، يبعث على القهر والحزن والألم.

داليا المجدلاوي (24 عامًا) تقول إنه كانت ووالدها وإخوانها في القرية البدوية في شمال قطاع غزة، وبفعل الحرب الإجرامية نزحوا مرات عدة من القرية إلى مدينة غزة والعكس.

تابعت أنهم كانوا نازحين في مدرسة قرب المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا، فقرر الأب والأم وأحد إخوانها الذهاب إلى المنزل لتفقده في شهر فبراير الماضي، وحينها قصفت طائرات الاحتلال المنزل ما أدى لارتقاء أمها وأبيها وأخيها.

قالت إنهم أخفوا عنها ارتقاء أخيها، وعندما ذهبت لوداع والديها في مستشفى كمال عدوان، تفاجأت بارتقاء أخيها متأثرًا بجراحه، تؤكد أنها الآن أصبحت الأم لإخوانها الخمسة المتبقين.

داليا تحمل في يديها طفلًا صغيرًا لا يتجاوز عمره العام، تؤكد أنه شقيقها الأصغر ووضعته أمها أثناء الحرب قبل استشهادها بأشهر قليلة.

وخاضت داليا رفقة إخوانها 12 رحلة نزوح مرة، انتهت بها في مدرسة وسط قطاع غزة، في ظروف قاهرة، وقاسية حد الموت والوجع والويلات.

وقبل النزوح الأخير إلى منطقة وسط قطاع غزة في تموز الماضي، كانت داليا تنزح في منطقة غرب مدينة غزة، وكانت تذهب يوميًّا لالتقاط نبتة الخبيزة لسد رمق إخوانها في ظل حالة الجوع التي تنتشر بشدة في مناطق القطاع.

تتحدث داليا عن وجع قاهر يتملك قلبها، وهي الآن مسؤولة عن 5 إخوة أصغرهم لا يتجاوز العام، “مأكلهم، ومشربهم، وملبسهم، وتعليمهم”، تقول: “الله يرحمك يا أمي ويا أبي، تركوني في هذا الهم والوجع”.

تبكي وتؤكد أنها ستكون سندًا لهم، وستكمل مشوار أمها حيث تحولت من أخت إلى أم وأب.

تتابع: أنا طالبة في الجامعة، وأنا الآن مسؤولة عن 5 أخوة أكبرهم 17 عامًا، وأصغرهم رضيع عمره 11 شهرًا، الأمر صعب جدًا كيف بدي أربي طفل صغير، ما كنت أعرف أتعامل معه، بدو اهتمام، كنت أروح فيه على المستشفى، الأمر كان قاسي.

تحمد الله وتقول: تعبنا كثير إحنا في سنة وشهر نزحنا 12 مرة، من غزة إلى الشمال والعكس، وبالأخير إلى الوسطى، ومررنا بحاجز نتساريم، كان الأمر صعب جدًا، كنا نتوقع أن يعتقلنا الجيش الصهيوني، أو يقتلنا، وأجروا معنا تحقيق ميداني، وأجروا عمليات تفتيش.

“وأثناء النزوح كان إخواني يبكوا، وماسكين فيا، والخوف يعتلي وجوههم، وكان يومًا صعبًا لا يمكن وصفه”، تتابع داليا.

تكمل حديثها: “أختي دومًا تسألني عن أبي وأمي، كانت علاقتها مع أبي علاقة أصدقاء، وهي الآن تبكي عليهم دومًا، وأنا أقول لها أنهم في الجنة”، أحضنها وأنا مثل أمك، وأخي مهند عنده معاقة في عينه وهو يعمل لقاء مبلغ مالي بسيط جدًا.

تكافح داليا في مركز الإيواء من أجل إعالة إخوانها الخمسة، في ظل استمرار الحرب المجنونة، وظروف النزوح القاسية.

المركز الفلسطيني للإعلام

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

“المهندسين” تدعو لاتخاذ تدابير احترازية بالمشاريع الانشائية خلال المنخفض

أخبار حياة – خاطبت نقابة المهندسين الأردنيين، أصحاب المكاتب والشركات الهندسية بضرورة اتخاذ جميع الاجراءات والاحتياطات اللازمة والتقيد بتوصيات تقرير استطلاع الموقع بخصوص حماية الحفريات،

إقرأ المزيد »

محليات