مات بالسرطان أم التعذيب؟.. سقوط نظام بشار الأسد يعيد خالد تاجا للواجهة

اخبار حياة – بالتزامن مع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، عادت أسماء عدد من المشاهير إلى الواجهة مجدداً، بينهم النجم الراحل خالد تاجا الذي رحل عن عالمنا في 4 نيسان 2012.

روايتان حول الوفاة

الفنان الذي لُقّب بـ”أنطوني كوين العرب”، هناك روايتان حول وفاته؛ الأولى والمعلنة رسمياً أنه كان قد ابتعد عن العمل الفني 12 عاماً بعدما أصيب بمرض السرطان في إحدى رئتيهِ بسبب التدخين، ما أدى إلى استئصالها. ثم تجددت معركته مع المرض بعدما تجاوز سن السبعين من عمره، وانتهت تلك المعركة برحيله عن عمر ناهز 73 عاماً، إذ أُعلنت وفاته بتاريخ 4 نيسان 2012 في مشفى الحسين للسرطان في الأردن، الذي نقل إليه قبل أربعة أيام من الوفاة.

الرواية الثانية جاءت بعد عام من وفاته، حين ظهر أحد الجنود السوريين في مقطع فيديو متداول، بعد سقوطه أسيراً لدى “الجيش الحر” في عام 2013، وكشف مفاجأة عن الفنان الراحل.
وقال الجندي عيسى حسن إنه سبق أن رأى الفنان خالد تاجا في الفرع 248 “أمن عسكري” يتعرض للتعذيب والإهانة، عندما كان يخدم في هذا الفرع في العام 2012، موضحاً أنه كان يسمع صراخ الفنان خلال جلسات التحقيق وهو يقول لهم: “أنا شخص محترم وممثل لماذا تعاملونني بهمجية ووحشية؟!”
وأشار إلى أنه بعد جلسة تحقيق مع خالد تاجا لمدة ساعتين، استدعاهم أحد المحققين لجلب سيارة إسعاف لنقله إلى المشفى، ظنّاً منهم أنه دخل في غيبوبة من جرّاء التعذيب، إلا أنهم علموا بعد أيام أنه فارق الحياة.
وحينها ذكر الجندي أن فنانين آخرين كانوا في الفرع آنذاك، منهم حسن دكاك، وسامر المصري، ومحمد أوسو.

اللافت أن سامر المصري خرج بمقابلة تلفزيونية بالأمس، اعترف فيها بأن هناك فنانين كُثر قتلهم نظام بشار الأسد في السجون، بسبب مواقفهم المعارضة له، وذكر اسم خالد تاجا بين من ظلمهم النظام، مشيراً إلى أن الفنان الراحل قاد مظاهرة بها عدد من المثقفين.

مواقف معارضة

اشتهر خالد تاجا بموقفه المعارض للنظام، ففي تموز من العام 2011 خرج في تظاهرة تطالب بالحرية مع مجموعة من الفنانين والمثقفين داخل منطقة الميدان بدمشق؛ وكان برفقته عدد من الفنانين المعروفين، مثل مي سكاف، فارس الحلو، إياد شربجي، محمد آل رشي، والمخرج نبيل المالح، بالإضافة إلى ممثلين آخرين.

وجرى توقيف “تاجا” لبعض الوقت مع بعض الفنانين، منهم الراحلة مي سكاف وفارس الحلو.

رد أسرة خالد تاجا

بعد تزايد أنباء وفاته جراء التعذيب حينها، سارعت عائلة خالد تاجا لنفي ما ورد على لسان الجندي الأسير آنذاك، وقالت المخرجة سلافة حجازي، ابنة أخت الفنان الراحل، في عام 2013، إن كل ما تردد عن وفاة خالد تاجا تحت التعذيب غير صحيح، وأنه رحل إثر إصابته بمرض سرطان الرئة.
وأضافت: “كان الفنان خالد تاجا من الفنانين المطالبين بالحرية والديمقراطية، وقد خرج في مظاهرة المثقفين بدمشق، ولكنه لم يُعتقل أو يعذب كما هو وارد في الفيديو”.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، شكك كثيرون في هذا التصريح، واعتبروه جاء بالإجبار وتحت التهديد، لنفي حقيقة ما تعرض له الفنان الراحل من تعذيب أدى لوفاته، لكن أسرة خالد تاجا لم ترد حتى الآن. فيما يتزايد احتفاء الجمهور مجدداً بمسيرته الفنية ومواقفه المعارضة للنظام، والتي يعتقدون أنها ربما تكون قد كلّفته حياته.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات