اخبار حياة – أكد الخبير العسكري الاستراتيجي الفريق المتقاعد قاصد محمود، أن المقاومة الفلسطينية بغزة ما زالت تتمتع بحضور قوي عبر عملياتها النوعية التي تستهدف قوات وآليات الاحتلال لا سيما شمال القطاع.
وقال الفريق محمود في تصريحٍ خاص بوكالة (شهاب) إن حضور المقاومة بغزة لا يزال قويا، خصوصا خلال الشهرين الماضيين، بالتوازي مع استمرار العملية العسكرية للاحتلال في شمال القطاع.
وأضاف أن المقاومة فاجأت العدو ولا تزال بالمرصاد لقواته؛ ردا على المجازر البشعة التي يرتكبها الاحتلال واستهدافه للمدنيين وإجبارهم على النزوح قسرا من المناطق الشمالية للقطاع.
ووصف بطولات المقاومة في الشهر الخامس عشر للعدوان بـ”الملاحم العسكرية الحقيقية”، إذ لا يكاد يمضي يوم بدون عملية نوعية أو كمين معقد ومركب من شمال القطاع حتى جنوبه.
واستطرد قائلا: “حتى رفح التي دمرها الاحتلال، شهدت عمليات نوعية متتالية مهداة إلى روح الشهيد القائد يحيى السنوار، الذي ارتقى مشتبكا مع قوات العدو في هذه المدينة”.
وتوقع الخبير العسكري الاستراتيجي، استمرار إطلاق الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة وتنفيذ العمليات والكمائن النوعية في كل أماكن تواجد قوات الاحتلال بغزة، الفترة المقبلة. وتواصل المقاومة تنفيذ عمليات نوعية بشكل يومي، آخرها، قنص جندي في محور التوغل شرق جباليا البلد، واستهداف آليات عسكرية للاحتلال بعبوات مزروعة مسبقا في حي الشجاعية، وغيرها من البطولات المتواصلة التي تُنشر تباعا.
وبين أن المقاومة ترسل للاحتلال عبر عملياتها المتواصلة أنه “لن يشعر بالأمان، طالما استمر العدوان والتواجد في قطاع غزة”. وبحسب محمود، المشهد القتالي في غزة لم يتغير، لا يزال عدوان الاحتلال الغاشم متواصلا في ظل تفوق في المعدات، لكن لا تزال المقاومة متفوقة في الأداء العسكري والوصول إلى نتائج ميدانية.
ويرى أن المقاومة لا تزال قادرة على إفشال العدو وتمنعه من الوصول إلى أهداف عدوانه سواء التهجير أو القضاء عليها أو استعادة أسراه بالقوة العسكرية، مستطردا: “لذا الأيام الحالية تشهد حالة من النشاط السياسي من الوسطاء للتوصل إلى صفقة تبادل”.
ووفق الخبير العسكري، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي كان يرفض كل شيء، بات يحشد للقبول والضغط عليه للقبول بصفقة تبادل، ضمن أسلوبه السياسي المعروف للخروج بأقل الخسائر إن لم يكن “منتصرا” أمام الرأي العام اليميني المتطرف.
وفي سياق متصل، أكد نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق “الفريق محمود” أن حركة حماس في ذكرى انطلاقتها السابعة والثلاثين، تثبت أنها ما زالت حاضرة بقوة على أرض الميدان، وتقدم أوراقا سياسية مهمة للمفاوضين في سبيل الوصول إلى صفقة مناسبة للشعب الفلسطيني ومقاومته وأسراه.
وقال إن “هذا ينسجم تماما مع أهداف طوفان الأقصى، في قلبها، رفع الحصار وتحرير الأسرى ووقف العدوان على القدس والمسجد الأقصى وغيرها”.
وبحسبه، الأحداث تتسارع في الإقليم، والمقاومة في غزة ما زالت حجر أساس ونقطة المرجع للجميع، مضيفا: “أعتقد أنه إذا وصلت غزة إلى صفقة الآن، تكون المقاومة قد نجحت في الصمود والثبات في الميدان، وتبقى بسلاحها وتظل تقاتل وتدافع عن شعبها”.