أخبار حياة – قالت مؤسسة “آكشن إيد” الدولية”، إن المواطنين في قطاع غزة يواجهون صعوبة كبيرة في البقاء على قيد الحياة، إذ يقتات العديد منهم على أقل من رغيف خبز واحد يوميًا، بسبب نقص الغذاء الحاد الذي أجبر المخابز والمطابخ المجتمعية (التكايا) على الإغلاق.
وبسبب القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية، أصبحت المساعدات إلى غزة محدودة للغاية، في وقت تشهد فيه أسعار المواد الغذائية ارتفاعًا جنونيًا. أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية (PNGO)، التي تضم 30 منظمة أهلية في غزة وشريكة لمنظمة أكشن إيد فلسطين، أطلق تحذيرًا من انهيار العمل الإنساني في القطاع.
وقال الشوا: “نحذر من الانهيار الكامل للعمل الإنساني نتيجة القيود المفروضة على دخول الإمدادات الأساسية، خاصة الطحين الذي يُعد ضروريًا لتشغيل المخابز، والتي توقفت عن العمل منذ أكثر من شهر، بالإضافة إلى المواد اللازمة للمطابخ المجتمعية التي أغلقت أبوابها”.
وأضاف: “إن هذه الأزمة تهدد الأطفال والنساء وكبار السن، والمرضى، وذوي الإعاقة الذين يعتمدون بشكل كامل على هذه المساعدات”.
وفي ظل هذا الوضع، لا تعمل سوى أربعة مخابز يديرها برنامج الأغذية العالمي في جميع أنحاء القطاع، ما يجعل الطلب عليها هائلًا، حيث يضطر السكان للاصطفاف منذ ساعات الفجر المبكرة لتأمين حصصهم من الخبز. ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن تكلفة كيس الطحين الذي يزن 25 كغم وصلت إلى 220 جنيهًا إسترلينيًا في دير البلح. أما في شمال غزة، الذي يعاني حصارًا خانقًا، فقد تم قطع الإمدادات الغذائية عن 75,000 شخص تقريبًا لأكثر من 70 يومًا. وفي مستشفى العودة، أفاد العاملون بأن الأطباء والمرضى يعيشون على وجبة واحدة فقط يوميًا.
وفي الأول من ديسمبر، قتلت غارة جوية إسرائيلية 13 شخصًا وأصابت 30 آخرين أثناء انتظارهم استلام طرود غذائية في مركز توزيع لجمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل، وهي شريكة لمنظمة أكشن إيد. وضمن الضحايا، كان هناك خمسة من أفراد عائلات موظفي الجمعية.
ريهام جعفري، مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة أكشن إيد الدولية، أوضحت أن “استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة يجعل الحصول على الطعام شبه مستحيل”.
وأكدت أن الشركاء والعاملين في المجال الإنساني يبذلون جهدًا كبيرًا لتأمين طرود غذائية ووجبات ساخنة، ولكن الإمدادات المحدودة جدًا تعيق هذا العمل.
وقالت: “في غزة، لا يوجد مكان آمن. يواجه السكان خيارًا مأساويًا بين الموت جوعًا أو المخاطرة بحياتهم أثناء محاولتهم الحصول على الطعام”.
وأضافت: “العالم لا يمكنه الاستمرار في الصمت بينما يذبل سكان غزة. وقف إطلاق النار الدائم هو الحل الوحيد لضمان وصول المساعدات بأمان لأكثر من مليوني شخص ومنع حدوث مجاعة واسعة النطاق”.