هذا النّاجي الوحيد.. شاب لم يبق من عائلته إلا شهادات ميلادهم

أخبار حياة – “ما كنتش مستوعب.. ايش اللي بصير.. حلم مش حلم.. صح.. ما ضللي حدى، كل يوم لحالي قاعد بتذكر أهلي، كل دقيقة ما بنساهم أنا”.. وهو يذرف الدموع الحرّى باكيًا على ١٧ شهيدًا من ذويه قضوا في غمضة عين، وجعلوه “الناجي الوحيد”، يسترجع صدى الذكرى ومرارة الفراق وقسوة العيش وحيدًا في خيمةٍ لا تقي من حر الصيف ولا من برد الشتاء بمواصي خان يونس، بعد أن سرقت غارة صهيونية منه أغلى ما يملك (جميع أفراد أسرته)، يروي محمود سكر أحدى قصص الوجع والقهر – ومثلها آلاف القصص – التي تركتها حرب الإبادة الجماعية على غزة المتواصلة منذ ما يزيد عن ٤٤٠ يومًا.

يقول محمود سكر: يوم الثالث والعشرين من تشرين أول استشهد جميع أفراد أسرتي – حيث استهدف جيش الاحتلال مبنى من طابقين فيه أهله وأبناء عمومته وجده – قبل نصف ساعة طلعت من البيت، وبعد ذلك جاءني خبر استشهاد جميع أهلي.

يتابع بصدمة هائلة: انا ما صدقت الخبر، اتصل عليّ صاحبي، وقال لي بدي آخذك على المستشفى فجميع أهلك مصابون هناك.

ويتابع بالقول: أخذني للمستشفى ووجدت جميع أهلي – شهداء – جنب بعض، بلاقي أمّي وأبوي وأعمامي وسيدي بجانب بعضهم.

ورغم القهر يحتفظ بشهادات استشهادهم جميعاً، ويلقي تلك الأوراق أمام عينيه الغائرتين من كثرة الدموع وشدة الألم، هذا أبويا وهذه أمي وهذا أخوي الكبير، وهذا أخي توأمي، وهذا أخوي الصغير، وهذي أختي الكبيرة، وهذه شهد الصغيرة، وأولاد عمي وسيدي، وكلهم في نفس البيت.

ويتابع: “حاليا أنا باقي لحالي في خيمة في الزوايدة”.

يروي سكر كيف ذهب مع خاله بعد شهرين للجنوب، وكيف أصبحوا محاصرين في مستشفى النصر لأربعة أيام، وكيف تم النزوح من رفح لخان يونس، ثم الزوايدة، والمكوث فيها وحيدًا.

قصة “الناجي الوحيد” ليست قصة سكر وحده، بل إنك قد تجد مئات وآلاف القصص لمن نجوا وحدهم، بعد أن حصدت الجرائم الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر جميع أهلهم وعائلاتهم، حتى أن كثيرًا من العائلات في غزة شطبت من السجل المدني بالكامل.

يذكر أن جيش الاحتلال ارتكب أكثر من 9,941 مجرزةً بغزة، راح ضحيتها أكثر من 56,289 شهيد ومفقود، بحسب إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وبحسب التحديث الذي نشره “الإعلامي الحكومي”، الخميس، واطلع عليه المركز الفلسطيني للإعلام، حول أهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة لليوم 440، حيث أظهرت المعطيات أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ألقى نحو 88,000 طن من المتفجرات على قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023.

كما أنّ (1,413) عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ومسحها من السجل المدني، بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، وعدد أفراد هذه العائلات 5,455 شهيداً، بحسب وزارة الصحة في غزة.

ووفقا للبيانات الحكومية لوزارة الصحة في غزة فإنّ (3,467) عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ولم يتبقَّ منها سوى فرد واحد، وعدد أفراد هذه العائلات 7,941 شهيداً.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات

تحويلات مرورية في عمان

أخبار حياة – استكمالاً للأعمال الخاصة بالتقاطعات على شارعي الشهيد والإستقلال ستقوم أمانة عمان وبالتعاون مع إدارة السير اعتباراً من صباح الجمعة المقبل 16/4/2021 بإجراء

إقرأ المزيد »