أخبار حياة – تتصاعد الأحداث الدامية في مخيم جنين، على ضوء استمرار الحملة الأمنية التي شرعت بها الأجهزة الأمنية في مدينة جنين والتي دخلت أسبوعها الثالث، وذلك مع استمرار سقوط الضحايا من المواطنين وعناصر كتيبة جنين والأجهزة الأمنية.
وتصاعدت الأوضاع امس مع تجدد الاشتباكات المسلحة في المخيم، والتي قتل فيها أحد عناصر الأجهزة الأمنية، وأصيب عنصرين آخرين، بينما قتل منذ بدء العملية العسكرية أحد قادة كتيبة جنين، وطفل وشاب، ليرتفع عدد ضحايا العملية الى 4 قتلى وعدد كبير من الإصابات.
ومنذ بدء العملية العسكرية، تداعت القوى والفصائل والأحزاب، ومؤسسات وشخصيات وهيئات وطنية ومدنية واهلية، لمحاصرة الأحداث واحتوائها، لكنها فشلت جميعها في احتواء الاحداث، كما تعرضت الوفود الوطنية التي زارت المخيم خلال الفترة الماضية لقمع من عناصر الأجهزة الأمنية، والتي كان أخرها يوم أمس الاول، عقب تنظيم المؤتمر الشعبي – 14 مليون زيارة للمخيم، مع شخصيات وطنية وسياسية.
وقالت أستاذة السياسات والعلاقات الدولية د. سناء زكارنة، التي كانت إحدى المشاركين في الزيارة التي نُظمت يوم أمس الاول لمخيم جنين، ان الوفد الذي ضم شخصيات وطنية من كل المحافظات، ومنهم والدة الشهيد الأسير ناصر أبو حميد تعرض لإطلاق قنابل غاز من قبل العناصر الأمنية، ما تسبب باختناق العديد ونقلهم للمستشفى.
وقالت زكارنة في حديث لوطن، ان جميع المبادرات التي طرحت لاحتواء الأحداث في جنين، فشلت بسبب وجود قرار سياسي بإنهاء المقاومة في جنين، وهذا تمثل في رسالة بعثت بها السلطة الفلسطينية لكتيبة جنين، مفادها ان عليهم تسليم أسلحتهم، لإنهاء الحالة الحالية.
وأكدت زكارنة ان المقاومة في جنين حالة متجذرة، ومن المستحيل إنهاء المقاومة وكتيبة جنين لأنها أخذت أبعاد كبيرة، وتحظى بتأييد واحتضان الحاضنة الشعبية في جنين.
ولفتت زكارنة ان المبادرات التي طرحت لاحتواء الاحداث فشلت، في ظل وجود قرار سياسي بعدم التجاوب معها، رغم معارضة العديد من العناصر الأمنية المشاركة في الحملة، والذين تم اعتقالهم ونقلهم الى خارج جنين، ووضعهم في السجون في الجنيد وبيت لحم.
وقالت زكارنة ان الرئيس عباس بعث بأوامر الى قادة الأجهزة الأمنية بإقالة كل ضابط وعنصر يرفض الانصياع للأوامر، ما يؤكد وجود قرار سياسي باستمرار الحملة مهما كان عدد القتلى بين الطرفين.
ولفتت زكارنة ان أهالي مخيم جنين، ومعظمهم من عائلات الشهداء وقيادات الحركة الأسيرة، أكدوا خلال اللقاء بهم تمسكهم بخيار المقاومة امتداداً لعائلاتهم وحتى الأطفال في جنين يؤيدون المقاومة، ويظهرون غضبا ونقمة على السلطة لانهم يحاصرونهم في المخيم ويقطعون عنهم الماء والكهرباء، ولم يتمكنوا منذ أسبوعين الوصول الى مدارسهم.
واستنكرت زكارنة ما تعرض له الوفد من قمع يوم أمس، خاصة ان هدفه كان الوصول للمخيم والاطمئنان على أوضاع الأهالي، علما ان الوفد دعا الى ضرورة احتواء الاحداث وصيانة الدم الفلسطيني وعدم الانجرار للاقتتال الداخلي.
وعلى ضوء الأحداث في جنين، تجتمع اليوم الأحد لجنة التنسيق الفصائلي لبحث سبل الضغط لوقف الأحداث في جنين، ومطالبة أعضاء اللجنتين المركزية لحركة فتح، والتنفيذية لمنظمة التحرير للتوجه الى جنين.
وقال غياث عابد عضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة جنين إن هناك جهودا تبذل لتطويق الحالة المأساوية في مدينة جنين ومخيمها وإطلاق عدد من المبادرات المتواصلة منذ ما يزيد عن 15 يوما مع استمرار الأحداث المؤسفة وتواصل الوقفات الاحتجاجية التي تطالب بإنهاء حالة الاقتتال الداخلي مشيرا الى تقديمهم لمبادرة جديدة لوضع حد لإراقة الدم الفلسطيني والحفاظ على أبناء شعبنا.
وتابع عابد ” رغم المبادرات التي قدمت لم يوافق الطرفان على اية منها”، داعيا لضرورة تغليب لغة الحوار والمنطق خاصة وأن الأمور تتجه نحو الأسوأ، مؤكدا أن الامن والأمان هدف الجميع وان يكونا مستدامان وليس على صورة حملات أمنية.
وأكد ان الفصائل في جنين تعقد اجتماعات طارئة بصورة يومية للخروج من هذا المأزق وللحفاظ على السلم الاهلي والوحدة الوطنية والمحافظة على مقدرات البلد وضمان عودة التعليم والمياه والكهرباء الى المخيم وعودة عمل المؤسسات لعملها الطبيعي لمواجهة مشاريع الاحتلال.
وأكد عابد أن المقاومة حق طبيعي ومشروع اتجاه الاحتلال كما حال الحفاظ على الامن والامان ويجب الفصل بين حالة الخارجين عن القانون والمقاومين، داعيا كل أعضاء اللجنتين المركزية لحركة فتح، و التنفيذية لمنظمة التحرير للتواجد في جنين وعقد لقاء ضاغط لوقف تفاقم الأوضاع.