الحانوكاة.. هكذا تحولت الأعياد اليهودية لأدوات لتوسيع العدوان على الأقصى

أخبار حياة – يقتحم مستوطنون متطرفون المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحماية مشددة شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إحياءً لما يسمى عيد “الحانوكاة- الأنوار” العبري.

وتأتي هذه الاقتحامات، تلبيةً لدعوات متطرفة أطلقتها “جماعات الهيكل” المزعوم، لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، إحياءً للعيد اليهودي.

نقطة تحول في العدوان

بدوره أكد الباحث المختص في شؤون القدس زياد أبحيص، في تصريحات للمركز الفلسطيني للإعلام بأن “عيد الأنوار العبري” أصبح نقطة تحول جديدة في العدوان على المسجد الأقصى.

وأوضح أبحيص أن الاحتلال يسعى إلى تهويد المسجد عبر خطة تدريجية تشمل تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، بهدف تحويله إلى مكان مقدس يهودي بالكامل، مضيفًا أن “الاحتلال يعمل على تخصيص أوقات اقتحام للمستوطنين، ويحاول عزل أجزاء من الأقصى لصالحهم، خاصة الساحة الشرقية، بينما يستمر في فرض الطقوس التوراتية لتأسيس الهيكل المزعوم.”

وأكد أبحيص أن الأعياد اليهودية أصبحت أدوات للعدوان على الأقصى منذ عام 2003، مع التركيز على الأعياد التوراتية والصهيونية القومية، والتي أصبحت تتخللها اقتحامات وطقوس تهدف إلى تغيير هوية المسجد.

وأشار إلى أن “عيد الأنوار العبري” الذي يمتد من 25 ديسمبر إلى 2 يناير، يهدف إلى توسيع العدوان على الأقصى عبر إشعال الشمعدان داخل محيطه وأداء الطقوس التوراتية ليلاً ونهارًا.

وشدد أبحيص على أن جماعات الهيكل المتطرفة تستخدم هذا العيد لتكثيف مطالباتها بتوسيع السيطرة على المسجد الأقصى، بل وأيضًا على المسجد الإبراهيمي في الخليل.

وقال: “هذا العيد أصبح مناسبة للمطالبة بإزالة الأوقاف الإسلامية من القدس وتوسيع الاحتلال الصهيوني فيها.”

وأشار إلى أن محاولات إشعال الشمعدان داخل المسجد الأقصى تعتبر خطوة تمهيدية نحو فرض الطقوس التوراتية بشكل كامل.

كما لفت إلى أن الجماعات المتطرفة تسعى لتحويل “عيد الأنوار” إلى موسم مركزي في رزنامتها السنوية، ما يعزز محاولات الاحتلال لضم المسجد الإبراهيمي في الخليل وإعلان السيادة الصهيونية عليه.

ودعا أبحيص الأمة العربية والإسلامية على التصدي لهذا العدوان المستمر، مشيرًا إلى أن المعركة ليست فقط على الأرض بل على الهوية والوجود.

انتهاك لكل الأمة

بدوره أكد المختص في شؤون القدس، ناصر الهدمي، أن سلطات الاحتلال تستغل الأعياد التوراتية المصطنعة لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، وتدنيس باحاته، والاعتداء على المصلين الفلسطينيين.

وشدد الهدمي في تصريحات صحفية على أن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي خالص ولا حق لليهود فيه. وأضاف أن الاحتلال يواصل ادعاءاته بحق في الأقصى، مستمرًا في الاعتداء على الفلسطينيين الوافدين إلى المسجد.

وأوضح الهدمي أن هدف الاقتحامات وأداء الطقوس التلمودية بمناسبة “عيد الحانوكاه”، ومحاولة إدخال الشمعدان إلى باحاته بهدف تحويله إلى مكان لليهود.

واعتبر الهدمي أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكًا صارخًا ليس فقط للفلسطينيين بل للأمة العربية والإسلامية بأسرها، في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة.

جولات استفزازية

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن 103 مستوطنين اقتحموا الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته.

وأضافت أن 15 عنصرًا من مخابرات الاحتلال اقتحموا أيضًا، ساحات المسجد.

وأوضحت أن المستوطنين تلقوا شروحات عن “الهيكل”، وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية منه.

وفرضت قوات الاحتلال قيودًا كبيرة على دخول المصلين والفلسطينيين للمسجد المبارك، ومنعت العديد من الوصول إليه والبلدة القديمة، لتأمين وتسهيل اقتحامات المستوطنين.

ويستمر العيد اليهودي حتى الثاني من كانون الثاني/ يناير المقبل، يتخلله تنظيم اقتحامات للأقصى بأعداد كبيرة وأداء طقوس ورقصات تلمودية، وإدخال الشمعدان للمسجد المبارك.

ودعت جماعات “الهيكل” أنصارها للمشاركة في مسيرة استيطانية أسمتها “المكابيين” في مدينة القدس المحتلة، مساء الخميس المقبل الموافق 26 كانون الأول/ديسمبر الجاري، تزامنًا مع بداية عيد “الأنوار”، حيث ستنطلق من غربي سور القدس مرورًا بأبرز أبوابه.

في المقابل، انطلقت دعوات مقدسية لتكثيف الحشد والتواجد الواسع في المسجد الأقصى والقدس، للتصدي لمخططات المستوطنين واعتداءاتهم المتواصلة على المسجد المبارك، رغم قيود الاحتلال المفروضة على المقدسيين والفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات