المنازل الآيلة للسقوط.. ملجأ ومصدر موت في نفس الوقت

أخبار حياة – تأبى عائلة “المصري” إلا أن تقيم على سقف غرفة معلقة بمنزلها الآيل للسقوط، والذي دمرته فذائف المدفعية الإسرائيلية في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

ولم تكترث العائلة المكونة من ثمانية أفراد، بقطع الحجارة والركام التي تتساقط بين فينة وأخرى من أعلى المبنى المفرغ كليًا بفعل القذائف، خاصة مع هبوب الرياح وحدوث قصف إسرائيلي قريب من المكان.

“الموت ولا الخيمة”

“لن نعود للخيمة وإن سقط علينا بيتنا أهون علينا منها”، يقول محمد المصري الشقيق الأكبر في العائلة، والتي ذاقت الأمريْن بالخيام قبل أن تلجأ لمنزلها الآيل للسقوط.

ويضيف لوكالة “صفا” أنه وأفراد أسرته يسمعون أصوات قطع الأسمنت وهي تسقط من أعلى المنزل المهترئة أعمدته بفعل القصف.

ويستدرك “لكن ماذا نفعل، عشنا في خيام المواصي شهورًا طويلة، متنا بالصيف وغرقنا بالشتاء، وبعدما تيقنا أنه لن يساعدنا أحد، قررنا الرجوع وعملنا سواتر بالقماش والزينقو في الطابق المتبقي”.

وفي محافظات قطاع غزة المدمر مئات آلاف المنازل والمباني الآيلة للسقوط، والتي تشكل تهديدًا حقيقيًا على حياة المدنيين، سيما وأن مناطق شهدت حوادث سقوط مباني خلال العدوان المتواصل على القطاع.

ومنذ أكتوبر تشن “إسرائيل” عدواناً على غزة بدهم أمريكي، استشهد فيه 45,541 مواطنًا، وأصيب 108,338، بالإضافة لأكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال.

يقين وإصرار بالبقاء

ومع رياح وأمطار فصل الشتاء التي تشكل عاملًا في احتمالية انهيار المنازل الآيلة للسقوط، يعي المواطن خليل أبو لبدة ذلك وهو يقيم في منزله الآيل للسقوط ببلدة بني سهيلا شرقي خانيونس، إلا أنه “ما باليد حيلة”.

ويقول لوكالة “صفا”: “عشنا في رفح بخيام، ورجعنا على المواصي في خيمة، وذللنا، فلما لا نعيش في بواقي دارنا”.

ويوجه عدة رسائل لا أجوبة لها “هل ستقع علينا الدار، وحتى لو حدث، هل سنصعب على أحد في العالم؟!”.

واستشهد عددًا من المواطنين معظمهم من الأطفال، داخل خيامهم بسبب شدة البرد منذ بداية الشتاء، فيما غرقت مئات الخيام التي غمرتها مياه الأمطار بمستوى منسوب يزيد عن 30سم، وأصيب عدد كبير من النازحين بحالات ارتعاش بسبب البرد وتلف أمتعتهم وأفرشتهم.

ولهذا السبب يتمسك أبو لبدة بداره المدمرة كليًا، وهو يردد قبل أن يدير ظهره آويًا إليه، “ياريتنا متنا فيها من البداية، نموت فيها ولا الذل من مكان لمكان”، في إشارة لمأساة النزوح التي ما زال يواجهها منذ بداية العدوان وحتى آخر شهر مضى.

خطر الأبراج المنهارة

وفي مدينة حمد شمالي خانيونس جنوبي القطاع، تقيم عشرات الأسر في أبراج آيلة للسقوط بفعل استهداف طائرات الاحتلال ودباباته، سواءً في الطوابق العلوية أو السفلية، وذلك بعد عودتهم منذ انتهاء الهجوم الثالث الذي تعرضت له المدينة قبل حوالي 3 أشهر.

وتداري الأسر التي عادت للأبراج المدمرة بشكل كلي أو جزئي بليغ، نفسها بسواتر من القماش والشوادر، وسط مخاطر عديدة تهدد حياتها، في ظل عدم صلاحية هذه الأبراج للسكن.

وتشكل أصوات القصف العنيف، عاملًا آخر لإمكانية انهيار الأبراج والمنازل الآيلة للسقوط بفعل العدوان.

وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، إلى تدمير 160,500 وحدة سكنية بالكامل، حتى تاريخ 11 ديسمبر العام 2024 المنصرم، حسب المكتب الإعلامي الحكومي، بينما تعرض ما نسبه 60‎%‎ إلى 70‎%‎ من المباني في غزة للتدمير الكامل، وبلغت نسبة تدمير المنازل في شمال القطاع 80‎%‎، ومؤخرًا أظهرت احصائية للأمم المتحدة أن الاحتلال دمر جباليا بنسبة 100‎%‎.

وراكم العدوان الاسرائيلي بأكثر من 39 مليون طن من الحطام في غزة، مختلطًا بذخائر غير منفجرة ونفايات سامة والأسبستوس من المباني المنهارة ومواد أخرى.

وتواصل “إسرائيل” مجازرها وتدميرها بغزة، متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.

6c7ee346-5db2-4a49-bee2-8d8d5bdf715e.jpeg
3aa1ddf7-7f9b-4782-a43f-24e26c2b30cb.jpeg
9637b32b-a252-45dd-915b-069dea50df69.jpeg
e11ee72c-7199-4d6f-a61e-c53d52a0d63a.jpeg
6d607416-839b-4dbe-8598-a20df0d9dd76.jpeg
21e72a11-4977-44ed-b613-fa32caa37b79.jpeg
8d486990-1acb-4f0f-8a7f-fad267203028.jpeg
f7e0d2a6-7723-4034-ad8c-476ee840135f.jpeg

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات