رائد الصعوب
اليوم، طويت صفحة تاريخية امتدت لأكثر من نصف قرن بتوقف تدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا. بدأ هذا التعاون في أحلك أيام الحرب الباردة، عندما شقت أولى كميات الغاز السيبيري طريقها إلى الأسواق الأوروبية، لتكون الأنابيب رمزًا لعلاقة اقتصادية متبادلة ورؤية لتحقيق تعايش سلمي بين الشرق والغرب.
تدفق مستمر رغم الحرب
حتى بعد 24 فبراير 2022، ومع احتدام الصراع والهجمات التي طالت شبكة الطاقة الأوكرانية، استمرت تدفقات الغاز كخط اتصال أخير بين روسيا وأوروبا.
لكن اليوم، قررت أوكرانيا إنهاء هذا العقد التاريخي، وهو قرار يحمل أبعادًا اقتصادية عميقة. فرغم أن أوكرانيا تحقق حوالي 800 مليون دولار من رسوم العبور، فإن روسيا تربح أكثر من 5 مليارات دولار من بيع الغاز المار عبر الأراضي الأوكرانية.
تأثيرات على الاتحاد الأوروبي
بينما لا يشكل هذا التوقف تهديدًا فوريًا لأمن الإمدادات في أوروبا، إلا أنه سيزيد الضغط على السوق ويجعل الاتحاد الأوروبي أكثر اعتمادًا على الغاز الطبيعي المسال (LNG) لتعويض الفجوة، مما يعادل فقدان نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز المنقول عبر الأنابيب.
ارتفاع قياسي للأسعار
انعكست هذه التطورات فورًا على الأسعار، حيث قفزت أسعار الغاز الأوروبية في منصة TTF أمس لتتجاوز 50 يورو/ميغاواط ساعة (15 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية)، وهو أعلى مستوى منذ بداية العام، مع محاولات السوق فهم التداعيات.
ولكن الأهم… الإنسان
رغم أهمية أسواق الطاقة، يبقى الأهم هو الأرواح التي تدفع ثمن الحروب والصراعات. فلعل عام 2025 يحمل لنا جميعًا السلام والاستقرار