مبادرة “التعليم الشعبي” في غزة تعيد تشكيل المستقبل وسط الدمار

أخبار حياة – على الرغم من الدمار الهائل الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي على غزة، ورغم ظروف الكارثة الانسانية التي تتعمق يوماً بعد الآخر جراء النزوح المُستمر، يواصل الشباب الفلسطيني تقديم نماذج مشرفة في التحدي والصمود.

ومن بين هذه الجهود، مبادرة “التعليم الشعبي”، التي تسعى إلى تعزيز قدرة المجتمع على النهوض في ظل الأزمات والحروب، من خلال التعليم كوسيلة لبناء المستقبل.

– أطلقنا المُبادرة لضمان عدم انقطاع الأطفال عن العملية التعليمية رغم الحرب 
منسق برنامج التعليم الشعبي في قطاع غزة مصطفى العقاد، يقول إن حملة “شارك شعبك” وينفذها منتدى شارك الشبابي، انطلقت في اليوم الثالث للعدوان على القطاع، واستهدفت جميع محافظات قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، وتضمنت أنشطتها فعاليات ترفيهية وخدماتية وإغاثية، ولكن سرعان ما تبين أن المبادرات التعليمية هي الأكثر نجاعة، نظراً لدورها الكبير في بناء الجيل القادم.

ويشير العقاد خلال حديثه في برنامج “شغف”، الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية برعاية الجامعة العربية الأمريكية، إلى أن برنامج “التعليم الشعبي” يهدف إلى تقديم دروس تعليمية بسيطة للأطفال داخل المخيمات، وتشمل الدروس تعليم أساسيات اللغة العربية، والرياضيات، والمواد الأخرى، وذلك لضمان عدم انقطاع الأطفال عن العملية التعليمية، حتى في ظل الظروف القاسية.

– مبادرة “التعليم الشعبي” مستمرةٌ رغم التحديات الكبيرة
ويُخصص المتطوعون ثلاث ساعات يومياً لخدمة العملية التعليمية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم، ومن أبرز هذه التحديات، النقص الحاد في أدوات التعليم والقرطاسية، وصعوبة الوصول إلى نقطة تعليمية ثابتة بسبب النزوح المستمر، ومع ذلك، يسعى المتطوعون لاستغلال كل الموارد المتاحة لضمان استمرار العملية التعليمية، مع وضع خطط بديلة تتناسب مع الظروف المتغيرة وتراعي سلامة الجميع. 

ويضيف: “شعور المتطوعين بقيمة عملهم وسط هذه الأزمات يمنحهم دافعاً كبيراً للاستمرار”، مؤكداً أن هذا الجهد يعزز الانتماء الوطني وروح العطاء، ويخلق حالة من التضامن بين أفراد المجتمع.

– رسالة أمل ودعوة للعطاء
وفي ختام حديثه، يوجه مصطفى العقاد رسالة ملهمة، يؤكد فيها استعداد الشباب الغزي لتقديم كل ما يمكن تقديمه من أجل أطفال غزة، دون انتظار مقابل.

ويقول: “العطاء يمنح الإنسان دافعية وإحساساً بالإنجاز”، داعياً الشباب إلى مواصلة العمل والمبادرة، لأن الجهود الفردية والجماعية تظل العمود الفقري لبناء مستقبل أفضل، رغم الظروف القاسية، التي أفرزتها حرب الإبادة الجماعية والشامة على قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات