أخبار حياة – في تصعيد جديد يُظهر قوة المقاومة الفلسطينية وقدرتها على التخطيط والتنفيذ الميداني، شهدت منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة واحدة من أبرز العمليات العسكرية النوعية، حيث نجحت المقاومة في استهداف قافلة عسكرية إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من الجنود، وسط اعترافات إسرائيلية بخسائر كبيرة وارتباك ميداني.
تفاصيل العملية
في صبيحة يوم 12 كانون الثاني 2025، نصبت المقاومة الفلسطينية كمينًا محكمًا لقافلة عسكرية إسرائيلية كانت تتحرك في طريق يُفترض أنه “آمن” في بيت حانون، وذلك باستخدام عبوة ناسفة شديدة الانفجار.
أدى التفجير إلى مقتل 4 جنود من لواء “ناحال”، بينهم ضابط رفيع، وإصابة 5 آخرين، اثنان منهم بحالة خطرة.
أعقب الانفجار إطلاق نار كثيف من المقاومين الفلسطينيين، ما زاد من تعقيد عملية الإنقاذ وأربك القوة الإسرائيلية المتواجدة في المكان.
الهجوم المزدوج يربك الاحتلال
وصف الإعلام الإسرائيلي عملية الإنقاذ بأنها “معقدة للغاية”، حيث جرت تحت نيران المقاومة المستمرة. وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن الجنود كانوا يتحركون في مركبات غير مدرعة على طريق “محور خلفي”، ما عكس ثقة مفرطة في السيطرة على المنطقة.
النقطة الحمراء هي بيت حانون والله يا بيت حانون إنك معجزة من كم يوم قتلتِ 6 جنود واليوم 7 جنود بينهم رتبة كبيرة بالجيش و 11 إصابة خطيرة. ومن أسبوعين ضربتِ صاروخين على القدس. وبيت حانون فعليا انمسحت بالكامل، ما ضل فيها ولا مبنى إلا انقصف وانهد. وأول مكان دخله الاحتلال باجتياحه… pic.twitter.com/kuTza3fTtb
— 𓂆 Eyad| إِيَادٌ (@ehajjarr) January 11, 2025
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن المركبة المستهدفة كانت تقل نائب قائد كتيبة ناحال، ما يُبرز قيمة العملية وتخطيطها لاستهداف قيادات ميدانية بارزة.
دلالات إستراتيجية للعملية
1. اختراق أمني خطير:
العملية كشفت عن نقاط ضعف واضحة في تقديرات جيش الاحتلال الذي اعتقد أن الطريق قد تم تطهيره، مما أعطى المقاومة فرصة لاستغلال هذا الخطأ التكتيكي بشكل كبير.
2. أسلوب الكمين المزدوج:
جمع الكمين بين تفجير العبوة الناسفة وإطلاق النار المكثف، ما يعكس تطور تكتيكات المقاومة في قتال المدن.
3. إرباك الإستراتيجيات الإسرائيلية:
تأتي العملية في وقت يواجه فيه جيش الاحتلال صعوبة في الحفاظ على السيطرة الميدانية، وسط تقارير عن نية الجيش إعادة تقييم إستراتيجياته في غزة وربما انسحابه التدريجي من بعض المناطق.
ردود الفعل الإسرائيلية
أعلنت إسرائيل مقتل 4 جنود وإصابة 5 آخرين في الكمين، بينما أشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر، مع تقارير عن مقتل 7 وإصابة 30 آخرين.
وانتقد قادة سياسيون وعسكريون في إسرائيل الأداء الميداني للجيش، وسط خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول إدارة الحرب.
من جانبه وصف أفيغدور ليبرمان الوضع بأنه “فوضى”، في ظل تصاعد أعداد القتلى والجرحى دون تحقيق نتائج ملموسة.
في بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة
— Tamer Almisshal | تامر المسحال (@TamerMisshal) January 11, 2025
كمين مزدوج للمقاومين قتل ٤ جنود وأصاب آخرين بين نائب قائد لواء الناحال في جيش الاحتلال بحسب اعلان رسمي من اذاعة جيش الاحتلال pic.twitter.com/ejOn9lCjoG
المشهد العسكري: استنزاف متواصل في غزة
تعتمد المقاومة الفلسطينية على تكتيكات الكر والفر، حيث تنفذ عمليات نوعية ثم تنسحب لإعادة تموضعها، مما يضع جيش الاحتلال في حالة استنزاف دائم.
منطقة بيت حانون، رغم إعلان إسرائيل تطهيرها مرات عدة، لا تزال تشكل نقطة ضعف للجيش، مع تكرار الهجمات التي تعيد خلط الأوراق الميدانية.
🔴 موقع والا العبري:
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 11, 2025
إصابة نائب قائد لواء ناحال في كمين بيت حانون الذي أدى إلى مقتل 4 جنود
وأكد الخبير الإستراتيجي العميد إلياس حنا أن العملية في بيت حانون تُظهر قدرة المقاومة على استغلال الفجوات الأمنية وتنفيذ هجمات نوعية في مناطق يعتقد الاحتلال أنها خالية من التهديدات. وأشار إلى أن القتال في غزة يتسم بطابع استنزافي يضع الاحتلال في مأزق مستمر.
ولفت إلى أنّ عملية “كمين بيت حانون” تمثل ضربة قوية لجيش الاحتلال، حيث كشفت نقاط ضعفه الميدانية وأربكت خططه العسكرية.
وشدد على أنّ الخسائر الكبيرة والارتباك الواضح يعكسان تحديات غير مسبوقة تواجه إسرائيل في حربها على غزة، فيما تستمر المقاومة في توجيه ضربات نوعية تُثبت قدرتها على إدارة المعركة بفعالية واحترافية.
تغيير أساليب القتال
بدوره قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن الخسائر التي تكبدها لواء ناحال الإسرائيلي مؤخرا في بيت حانون شمال قطاع غزة تكشف عن تطور نوعي في أساليب المقاومة الفلسطينية وقدرتها على التكيف في ميدان المعركة.
وأوضح الفلاحي في تحليله للمشهد العسكري بقطاع غزة، أن العمليات الأخيرة تظهر قدرة المقاومة على التكيف مع ظروف الحرب رغم مرور أكثر من 100 يوم على المعركة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أقر مساء أمس الأول، بمقتل 4 جنود من لواء ناحال وإصابة ضابط وجندي بجروح خطرة جراء تفجير عبوة شديدة الانفجار في بيت حانون، في حين ذكرت منصات تابعة للمستوطنين أن 7 جنود إسرائيليين قتلوا السبت، وأصيب نحو 30 آخرين بجروح، بينهم 11 إصاباتهم خطرة وصعبة.
وأكد أن الاشتباكات المباشرة التي تخللت العملية وإجلاء الجرحى تحت النار تشير إلى تخطيط مسبق ومعلومات استخباراتية دقيقة.
وتابع أن هذه العملية، التي دفعت جيش الاحتلال إلى تغيير أساليب القتال في بيت حانون، تأتي ضمن سلسلة عمليات نوعية استهدفت ألوية النخبة الإسرائيلية.