أخبار حياة – منذ أول أيام حرب الإبادة الجماعية لا تعرف المواطنة عبير البيرم شيئاً عن شقيقتها التي تكبرها بعامين نهلة، ومنذ ذلك الحين ويدور في ذهنها خيالات وتساؤلات عن مصير شقيقتها.
تبدي البيرم عن تخوفها عن مصير شقيقتها سميا وأنها تعاني أمراضاً عديدة، ولا أبناء لها.
تقول البيرم المركز الفلسطيني للاعلام إن شقيقتها نهلة تسكن في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، ومتزوجة من رجل من عائلة غراب.
وحسب ما تقول البيرم إن نهلة رفضت الخروج من منزلها امتثالاً لأوامر جيش الاحتلال، لكن ومع كثافة القصف الصهيوني، اضطرت لدفع زوجها على كرسيه المتحرك، والنزوح إلى مشفى الشفاء الطبي.
وبعدها وعند اقتحام الاحتلال المستشفى في المرة الأولى، خرجت نهلة رفقة زوجها، بحثاً عن مكان أكثر أمنا، وتواردت الأنباء عن وفاته وهو الذي يعاني من أمراض كثيرة.
تؤكد البيرم أن هذا كل ما تعرفه، كما أشارت إلى أنها حاولت التواصل معها عن طريق جيرانها لكن دون جدوى، فذلك الحين كانت الاتصالات منقطعة.
تقول إنها تواصلت مع مراكز حقوقية للبحث عنها في سجون الاحتلال، وكانت النتيجة أن لا وجود لها هناك، وفق ادعاء الاحتلال.
تناشد البيرم كل المعنيين بالتدخل للكشف عن مصير شقيقتها نهلة، مؤكدة أنها “مسكينة”.
ومن العاصمة الأردنية عمان، قالت شقيقتها أمل في حديث لمراسلنا إنها تواصلت مع المؤسسات المعنية، وقامت بنشر مناشدات علها تستطيع الحصول على معلوماتك تفيد بالوصول إليها.
تؤكد أنها لا تنام الليل وبالها مشغول عليها، سيما وأن الحصار في مناطق غزة أهلك الناس وأدخلهم في أتون جوع وأمراض.
تقول: نحن واخواتها، من حقنا معرفة مصيرها، فمجهولية المصير أمر صعب.
وحسب تقارير حقوقية وحكومية بغزة فإن ١١ ألف فلسطيني يعدوا في عداد المفقودين في قطاع غزة، بعد عمليات القصف المكثف، وحملات الاجتياح المتكرر، وموجات النزوح.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 465 يوما على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
أعدادهم لا تقل عن 10 آلاف مفقود وفق أقل التقديرات وتحولت قصصهم إلى حدث ثانوي في غمرة المجازر اليومية.. المفقودون في غزة.. جرح مفتوح. pic.twitter.com/5I2jIw6PMc
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 7, 2024
وخلّف العدوان أكثر من 156 ألفا و200 شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.