الفرصة الذهبية: بناء بيت الحكمة في الأردن للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة

د. رامي شاهين

مع تزايد الاعتماد العالمي على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، تبرز فرصة فريدة أمام الأردن لبناء “بيت الحكمة”، الذي يمكن أن يكون مركزًا للابتكار والتطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة وأدوات إدارة المستقبل. هذا المشروع ليس فقط فرصة للاستثمار في التكنولوجيا، بل أيضًا خطوة استراتيجية لتحويل الأردن إلى محور إقليمي للتطوير التكنولوجي.

تعزيز الاقتصاد واستقطاب الكفاءات

يمثل “بيت الحكمة” رؤية طموحة لتحويل الأردن إلى مركز إقليمي وعالمي في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. من خلال توفير بيئة حاضنة للإبداع والابتكار، يمكن لهذا المشروع جذب استثمارات ضخمة واستقطاب العقول المبدعة من مختلف أنحاء العالم، مما يساهم في تحقيق نقلة نوعية في الصناعات المتقدمة ويعزز من قدرة الأردن على المنافسة في الأسواق العالمية.

بناء نظام بيئي متكامل (Ecosystem) للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة

لضمان تحقيق التميز والاستدامة، يتطلب “بيت الحكمة” بناء نظام بيئي متكامل يعزز من التكامل بين مختلف القطاعات والجهات الفاعلة. يمكن أن يشمل هذا النظام:

  1. الشراكات بين القطاعين العام والخاص: تسهيل التعاون بين الحكومة، الجامعات، والمستثمرين المحليين والدوليين لتطوير تقنيات مبتكرة.
  2. تعزيز البحوث والتطوير: إنشاء مراكز بحثية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة لدفع عجلة الابتكار.
  3. تنمية المهارات المحلية: إطلاق برامج تدريبية متقدمة لتطوير الكفاءات المحلية وتلبية متطلبات سوق العمل المستقبلي.
  4. دعم الشركات الناشئة: توفير الدعم المالي والتقني للشركات الناشئة والمبتكرة لضمان استمراريتها ونموها.
  5. تعزيز الطلاقة الرقمية والمواطنة الإيجابية: دعم المواطنين ليكونوا أكثر قدرة على التعامل مع التكنولوجيا الرقمية بوعي ومسؤولية، وضمان مشاركتهم الفاعلة في الخدمات الحكومية الإلكترونية بشكل إيجابي وبنّاء.
    الريادة الرقمية: تصفير البيروقراطية وخلق شركات مدارة بالكامل بالذكاء الاصطناعي
    من الأهداف الطموحة لبيت الحكمة هو تحقيق “التصفير الريادي”، أي إزالة الحواجز البيروقراطية التي تعيق الابتكار، وتسهيل إنشاء الشركات الريادية. يمكن لهذا الهدف أن يتحقق عبر:
  • خلق شركات شخص واحد مدارة بالذكاء الاصطناعي: تمكين الأفراد من تأسيس شركات تدار بالكامل بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما يقلل من الحاجة للتدخل البشري ويسرّع من اتخاذ القرارات.
  • تصفير البيروقراطية: تصميم منصات حكومية ذكية تعمل على تقليل الإجراءات التقليدية، مما يضمن إنجاز المعاملات بسرعة ودقة.
  • تعزيز الطلاقة الرقمية: ضمان قدرة المواطنين على استخدام التكنولوجيا المتقدمة بمهارة في حياتهم اليومية وفي التفاعل مع العمليات الحكومية.
  • تشجيع المواطنة الإيجابية الرقمية: تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى المواطنين في التعامل مع التكنولوجيا والخدمات الحكومية الرقمية، وتشجيع استخدام المسؤولية الرقمية لضمان تجربة أفضل للجميع.
    دور الطلاقة الرقمية والمواطنة الإيجابية في العمليات الحكومية
    لتسريع التحول الرقمي وتعزيز الفاعلية، ينبغي إدماج الطلاقة الرقمية والمواطنة الإيجابية في جميع مراحل العمليات الحكومية من خلال:
  • تصميم منصات خدمات حكومية رقمية شاملة: تسهّل التفاعل الرقمي الفعال بين المواطنين والحكومة، مما يعزز الكفاءة والشفافية.
  • توعية المواطنين بمسؤولياتهم الرقمية: من خلال حملات وبرامج توعية تركز على السلوك المسؤول أثناء استخدام المنصات الإلكترونية.
  • إدماج الطلاقة الرقمية في التعليم: بدءًا من المدارس وصولًا إلى برامج تدريبية متخصصة للموظفين الحكوميين.

الاستثمار في “بيت الحكمة” هو استثمار في المستقبل. هذا المشروع يمثل حجر الأساس لنقلة نوعية يمكن أن تجعل الأردن في طليعة الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. من خلال بناء نظام بيئي متكامل يعزز الطلاقة الرقمية، وتحقيق أهداف تصفير ريادي، وتشجيع المواطنة الإيجابية الرقمية، يمكن لـ”بيت الحكمة” أن يصبح رمزًا عالميًا للابتكار والتقدم، ويقود الأردن نحو تحقيق أهدافه الاقتصادية والاجتماعية بكفاءة ومسؤولية.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات