خبير عسكري: غزة ومقاومتها بيّضت وجه الأمّة وانتصرت بمعيّة الله وفضله

أخبار حياة – أكد الخبير والمحلل العسكري محمد المقابلة أنّ “غزة ومقاومتها بيضت وجه الأمّة وانتصرت لها، ولا نعزو ذلك إلا لفضل الله ومعيته”.

وقال المقابلة خلال تصريحاتٍ خاصةٍ للمركز الفلسطيني للإعلام، بمناسبة الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة: بمنتهى اليقين وليس عجزًا عن التحليل، أؤكد أنه يجب علينا الوقوف عند الحقيقة التي تقول إنّ أيّ تحليلٍ عسكريٍ، لما قامت به المقاومة وحاضنتها الشعبية في غزة، عبر حرب زادت عن ١٥ شهرًا، يجب أن يتوقف عند حقيقة أنّ ما رأيناه في غزة من صمود وصبر وقدرة على استمرار القتال، ومن قدرة إستراتيجية على القيام بالعمليات وتخزين السلاح والعتاد، كلها في هذه اللحظات لا تخضع لأي تحليل عسكري.

واستدرك بالقول: إنّ كل ما جرى في غزة يخضع لتحليل واحد يجب أن نؤمن به عسكريًا، وعقديًا، أنّ الأمر كلّه بمعية الله، لافتا في الوقت ذاته إلى أنّ كل ما تمّ لا يخضع لأيّ منطق عسكري، لا سيما وأنّ دولا عظمى، لم ولن تصبر على مثل هذه الحرب، التي شنّها العالم بأجمعه، من القريب والبعيد، على قطاع غزة المساحة الصغيرة، جغرافيًا، التي لا تملك لا جيشًا ولا سلاحًا، إلا العقيدة.

وتابع حديثه: أنا كمحلل عسكري بعد أكثر من عام، في مرحلة ما أقف عاجزًا لأنني لا أستوعب كيف هذه المقاومة صمدت، وكيف قطاع بحاضنة شعبية صمد، ولم نر منه خائناً، أو عميلاً أو متذمرًا، أو هاربًا، أو متشردًا، وكيف أنّ المقاومة قوة نيرانها تزداد، وكيف تلحق خسائر في العدوّ بازدياد، ولا يتسبب لها بنقص.

وأضاف المقابلة: هنا أضرب مثلاً، لو أنّ الكيان الصهيوني  – جدلاً – أنه عبر الست أشهر الماضية لم يقم أحد بتزويده بالسلاح والذخائر، هل كان لإسرائيل التي تعتبر نفسها قوة عظمى، لو حصل لها ذلك، هل كانت لتصبر، ابدًا لن تصبر، ومنذ زمن لأعلنت استسلامها.

وتساءل: كيف لقطاعٍ محاصر، من الأرض والبحر والسماء ومن الجوّ ومن القريب والبعيد، لا تزويد ولا مدد، ويصمد، وأنا بذلك كعسكري أقول: “إنّها قدرة الله”، وهذا هو تحليلي العسكري إيمانًا وعقيدة، وأيضًا علمًا عسكريًا، لأنّ هذه القوة العسكرية التي تبنى على عقيدة لن تُهزم.

مفهوم الهزيمة والنصر

ومن ناحية أخرى لفت المقابلة إلى أنّ مفهوم الهزيمة، ومفهوم النصر، ولن أتكلم به من الناحية العقدية، فالتاريخ العسكري كله، الانتهاء عند وقف إطلاق النار بين قوتين متصارعتين، يكون بفرض القوة المنتصرة لشروط الاتفاقية وتأتي القوة المنهزمة لتوقع على تلك الشروط التي وضعها المنتصر بلا تعديلٍ ولا تغييرٍ أو تبديلٍ أو رفض، والأمثلة في هذا السياق عبر التاريخ كثيرة.

وأضاف، عندما أرى إسرائيل ومن وراءها من الدول الكبرى، تخضع صاغرة لشروط المقاومة وعلى رأسها حماس، وأنّ حماس تبدل وتعدل وتغيّر وتطلب وتأمر، والعالم أجمع ينتظر موافقة حماس، والكيان الصهيوني يتنازل عن شروطٍ وضعها يخضع لشروط حماس، فهنا أسأل كل من يطعن بهذه المقاومة ويحاول أن يقزمها ويحجمها ويزرع في وعينا أننا مهزومون وأنّ هذه المقاومة دمّرتنا، هنا أقول: من المنتصر؟

وشدد على أنّ المنتصر من خضعت له القوى العظمى ولشروطه، ومن قال أنّ الانهزام مرتبط بعدد الشهداء والدمار، فأقول له: إنّ مفهوم النصر عندنا كأصحاب عقيدة، ليس مرتبطًا بحجم التضحيات والخسائر، بل هو مرتبط بالثبات.

وأشار الخبير العسكري للقول: هل غزة بأكملها ثبتت وصمدت، نعم حصل ذلك وهذا هو مفهوم النصر، عندنا كأصحاب عقيدة، ومن لا يؤمن بذلك فهو ليس من أصحاب العقيدة ولا نناقشه، فليأخذ الأسباب المادية.

وتابع حديثه: أقول لمن يتحدث عن أنّ المقاومة دمّرت وقتلت أهل غزة، كمن تحدث من قادة السلطة الفلسطينية، الذين يطعنون في المقاومة، لأنه ساءهم أن يروا المقاومة تفرض شروطها على العالم، وشاهت تلك الوجوه التي تنتظر انهزام المقاومة.

كما لفت إلى أنّ الكيان الصهيوني وهو على باطل ومغتصب ومحتل، بنظرة من جانبه هو يقدم التضحيات ويقاتل ويقدم أبناءه للقتل، ويستعد ويعدّ ويتحمّل تلك التضحيات والخسائر وهو على باطل، فكيف بنا ونحن أصحاب حق وأصحاب أرض مغتصبة، وأصحاب قدس، وأصحاب عقيدة، يستكثرون علينا وعلى المقاومة وعلى شعبنا أن نقدم التضحيات، كيف؟

وتساءل المقابلة مستهجنا: هل هؤلاء يريدون تحرير أرضٍ وقدسٍ وإنسانٍ بدون تضحيات؟ هل كروت الـ VIP ، وكروت الاستثمار ستحرر دولاً أو تصنع أبطالًا.

وشدد على أنّ “غزة ومقاومتها بيضت وجه الأمّة ونصرتها، ولا نعزو ذلك إلا لفضل الله.

 المقاومة اليوم رسخت للأمّة مفهومًا جديدًا من المفاهيم العسكرية والسياسية، إذا لم تلتقط الأمّة هذه المفاهيم، فمن ظنّ أنّ الطوفان سيتوقف فهو لا يفقه بالسياسة”.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات