أخبار حياة – حط السيف قبال السيف كلنا رجال محمد ضيف، هتاف قديم جديد يعلو في شوارع قطاع غزة، في أعقاب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، وإنهاء حرب الإبادة الجماعية.
غزة التي مارس الاحتلال الإسرائيلي بحقها أبشع صور القتل والإبادة في العصر الحديث، وأراد أن ترفع الراية البيضاء، لكنه لم يجد من يرفعها، بل رفع أبناؤها البندقية وما صنعوا من سلاح في ملحمة بطولية لم يشهدها التاريخ.
#شاهد| "برسائل الصَّبر و الصُّمود و الهتاف للمقاومة.. هكذا يبدأ الغزيون احتفالاتهم بإعلان وقف إطلاق النار بغزة" pic.twitter.com/DtcJ0LGK83
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 16, 2025
بقعة صغيرة قد تكون أصغر من أي مدينة في عالمنا، قارعت محتلا مدججا بأعتى أنواع الأسلحة، وهو الذي رفع شعار إسقاط مقاومتها وحماسها، وجهادها، إلا أنه وبعد 15 شهراً من القتال ترضخ إسرائيل لتوقيع الاتفاق، ليعلن في كل العالم أن غزة ورغم تدميرها وقتل الآلاف من خيرة أهلها باقية ممتدة، رغم أنف الغزاة.
صفقة متأخرة
ووصفت وسائل اعلام غربية اتفاق وقف إطلاق النار في غزة انه “صفقة متأخرة” وقد وافقت دولة الاحتلال الإسرائيلي على صفقة بناءً على نفس الشروط تقريبًا التي نص عليها الاقتراح الذي انهار في صيف عام 2024، يومها وافقت عليه حركة حماس.
وذكر الموقع أنه عندما أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كرر تفصيلاً رئيسيًا طوال خطابه: أن الاتفاق الذي تم قبوله اليوم هو الاتفاق الذي ساعد في وضعه على الطاولة في مايو” الماضي.
وقال بايدن “هذا هو اتفاق وقف إطلاق النار الذي قدمته في الربيع الماضي. لم يكن الطريق إلى هذا الاتفاق سهلاً – لقد وصلت إلى هذه النقطة بسبب الضغوط التي فرضتها إسرائيل على حماس، بدعم من الولايات المتحدة”.
#شاهد
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 16, 2025
"بدي أبوس عتبة بيتي"…
نازح فلسطيني يعبر عن شوقه لبيته الذي نزح منه قسرا في غزة وماذا سيفعل بعد عودته عند بدء سريان وقف إطلاق النار. pic.twitter.com/bKai8gCvxx
وذكر الموقع أن تصريحات بايدن كانت محاولة واضحة لزعم الفضل إليه في الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه في الدوحة بقطر – وهو الجزء الأخير من إرثه في طريقه إلى الخروج من البيت الأبيض. وكانت محاولة لجذب بعض الأضواء من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي أعلن أن الاتفاق “لم يكن ليحدث إلا” بسبب مشاركته.
تأخير ثمنه الدم
يؤكد خبراء أن خطاب بايدن يمثل اعترافًا بأن الاتفاق كان من الممكن أن يتم في وقت أقرب بكثير، وهو التأخير الذي أدى إلى قتل الآلاف من الفلسطينيين، فضلاً عن أسرى إسرائيليين.
والآن، مع الإعلان عن الاتفاق يدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل، يشعر الكثيرون بالقلق بشأن عدد الأرواح التي قد تُزهق بين الآن وحتى سريان الاتفاق بحسب الموقع.
يقول خالد الجندي، الأستاذ المساعد في جامعة جورج تاون: “إنه أمر مرحب به بالطبع، وكان متأخراً للغاية للغاية – كان من الممكن التوصل إلى هذا قبل ستة أو سبعة أشهر”.
#شاهد
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 16, 2025
صحفيون من غزة يعبرون عن فرحتهم بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار pic.twitter.com/WnshzOUMkM
فيما قال يوسف منير، رئيس برنامج فلسطين/إسرائيل في المركز العربي في واشنطن العاصمة والمدير التنفيذي السابق للحملة الأميركية من أجل حقوق الفلسطينيين، إن هناك أملا في أن يؤدي الاتفاق إلى تخفيف معاناة العديد من الفلسطينيين الذين ما زالوا في غزة.
وأضاف “لقد استشهد عشرات الآلاف في قطاع غزة، وتأثر الكثيرون غيرهم بطرق سيظلون يشعرون بها لبقية حياتهم، سواء بالمرض أو الإصابة أو فقدان منازلهم أو أفراد أسرهم، ممتنون لأن الأمر قد وصل أخيرًا، لكن الأمر لم يكن ينبغي أن يستغرق كل هذا الوقت – لقد كان ممكنًا تمامًا في وقت أبكر بكثير من هذا”.
رضوخ نتنياهو
كما قال موقع ميدل إيست مونيتور الإخباري الدولي، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو رضخ أمام شروط المقاومة في غزة من أجل التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار بعد أن غرق جيشه في مستنقع لم يكن يتوقعه على الإطلاق.
#كاريكاتير
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 16, 2025
وهم صاغرون…..
تحت حذاء المقـ.ـاوم pic.twitter.com/KTJZb6s6uq
وأبرز الموقع أنه أخيرا، وبعد 15 شهرا من الهجمات الوحشية وارتكاب جرائم غير مسبوقة، وافقت دولة الاحتلال الإسرائيلي على وقف إطلاق النار دون تحقيق أي من أهدافها التي أعلنتها في بداية الإبادة الجماعية ــ تدمير حماس، وتحرير الأسرى الإسرائيليين في غزة، وتأمين العودة الآمنة للمستوطنين إلى المستوطنات في محيط غزة.
وقال إن نتنياهو وحاشيته المتعصبة بذلوا أقصى جهودهم لتدمير غزة وقتل سكانها أمام العالم أجمع مستخدمين أحدث الأسلحة الفتاكة وهددوا بإخراجهم من غزة أو إبادتهم.
وقد أيدت الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، وشارك العديد منها بشكل مباشر في جرائم الحرب من خلال تزويد إسرائيل بالسلاح وتعطيل قرارات وقف النار في مجلس الأمن.
نتنياهو انحنى على ركبتيه
أكد الموقع أنه بعد 467 يومًا من ارتكاب “الإبادة الجماعية عبر البث المباشر”، انحنى نتنياهو على ركبتيه ووافق على عقد صفقة مع حماس تضمن إطلاق الأسرى الإسرائيليين.
وأشار إلى أنه بالرجوع إلى نص الصفقة، فمن الواضح أنها استجابت بشكل شبه كامل لكل المطالب التي طرحتها حماس خلال الحرب، ومن الواضح جدًا أن مطلبًا واحدًا من مطالب نتنياهو لم يتم تلبيته. بالإضافة إلى ذلك، غرق الاحتلال الإسرائيلي في مستنقع لم يكن يتوقعه على الإطلاق.
#شاهد
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 16, 2025
"بدنا نرجع ع الشمال"…
مشاهد لفرحة الأهالي ليلة أمس بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة pic.twitter.com/X8M9JY4SON
ونبه الموقع إلى أن تنبؤات زعيم حماس في غزة الشهيد يحيى السنوار تحققت.
فقد وافق نتنياهو على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس. وهذه النقطة تنفجر بأهداف نتنياهو، حيث كان قد تعهد بتدمير الحركة، ولكن في النهاية وجد نفسه يعقد صفقة معها.
وحتى نتنياهو نفسه، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة قبل إعلان حماس، قيل إن مكتبه والأميركيين قالوا إنهم ينتظرون رد حماس.
لقد كانت كل القوى السياسية الإسرائيلية، إلى جانب راعي الإبادة الجماعية الإسرائيلي، تنتظر أن تتخذ حماس قرارها. ولم يكن بوسعها بكل قوتها ونفوذها أن تجبر الحركة على الاستسلام والتراجع.
وقال الموقع إن إطلاق الأسرى الإسرائيليين ليس نتيجة لمذابح نتنياهو، بل نتيجة لموافقة حماس، وبناءً على مطالبها الخاصة – إطلاق الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم أولئك الذين قضوا عقودًا في السجن وحُكم عليهم بالسجن المؤبد. أراد الاحتلال الإسرائيلي أن يموت هؤلاء الأسرى في الأسر، لكنهم سيُطلقهم بفضل صمود حماس.
وأضاف أنه بالإضافة إلى فشل نتنياهو في تحقيق أهدافه من الإبادة الجماعية، فقد جعل من “إسرائيل” دولة منبوذة حيث أصبح اسمها مرادفًا للأشخاص المجرمين وغير الأخلاقيين. وعلى الرغم من حملة القمع غير المسبوقة لمئات الآلاف من المتظاهرين المناهضين لإسرائيل في أكبر المدن الغربية والأميركية، إلا أن الناس واصلوا مظاهراتهم.
وتحت الضغط الشعبي من المؤسسات المالية والأكاديمية قطعت أو وعدت بقطع علاقاتها مع “إسرائيل”. لقد فتحت الإبادة الجماعية التي ارتكبها نتنياهو في غزة أعين الشعب الأمريكي والغربي الذي أدرك مدى تجذر الصهاينة في أنظمتهم السياسية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، بدعم أميركي وغربي، أسفرت عن أكثر من 155 ألف شهيد وجريح ومليوني نازح وتدمير أكثر من 70 % من مباني القطاع.