فاتورة الوحشية الصهيونية.. والخسائر المركبة للاحتلال

أخبار حياة – قدّم الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة دخول اتفاق الهدنة حيّز التنفيذ، بعضًا من جردة الحساب التي تمثل الخسائر المركبة للاحتلال بعد معركة طوفان الأقصى التي غدت “مسمارًا في نعش الاحتلال الذي لا بد أن يزول لا محالة”، بعد أن أصبح كيانًا منبوذا يطارد قادته وجنوده كمجرمي حرب يمارسون جرائم الإبادة الوحشية بحق غزة.

وقال أبو عبيدة في كلمته إنّ الهزة التي تعرض لها الكيان الصهيوني في هذه المعركة أضعفت أسس نظريته الأمنية ووجهت له ضربة كبيرة، وأسقطت نظرية الردع، وتسببت بقتل وإصابة الآلاف من جنوده، وتدمير وإخراج نحو ألفي آلية عسكرية من الخدمة.

وتابع حديثه بالتأكيد على أنّ المقاومة أصابت أسس ما يسمى بأمن العدو القومي، وتم فرض التهجير والنزوح على مناطق واسعة، وفتح جبهات قتال متعددة، في مؤشرات على زواله الحتمي.

وأوضح أنّ “الحصار بحرا، واضطرار العدو للتستر والاختباء والاستنجاد بقوى دولية للدفاع عنه، كلها دلائل على ضعفه وانكساره، وهذه الحرب ستظل عنوانًا للعزة والكرامة، وستكون منارة لكل الأحرار”.

وتابع بالقول: “كل هذا مرورا بفضح الاحتلال وإظهاره ككيان وحشي مجرم، وتشويه وجهه، وفضح من يقف وراءه من طغاة العالم ومنظماته الشكلية، وصولًا إلى نبذه وملاحقة قادته وجنوده كمجرمي حرب مطلوبين للعدالة، وكل ذلك وغيره الكثير جعل شعوب العالم تدرك حجم جريمة هذا الاحتلال”.

وفي سياق خسائر العدو الكبيرة، أكد أبو عبيدة أنّ “السواد الأعظم من شعوب العالم بات على قناعة بأن هذا الاحتلال هو أكبر خطيئة في هذا الزمان، وأن استمرار اغتصابه لأرضنا سيؤثر على المنطقة والعالم، وأن صمت وتواطؤ قوى الظلم فيما يسمى بالمجتمع الدولي على جرائمه في غزة ستكون له عواقب وخيمة على الجميع، وليس فقط على غزة”.

وبتسليط الضوء على مضامين الخسائر التي طرحها أبو عبيدة، تظهر الأرقام والحقائق بالفعل حجم ما خسره الاحتلال على الصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي وعلى صعيد جبهته الداخلية وأزمته التي عصفت بكل مكونات مجتمعه الذي أصبح أكثر تفككًا بعد الطوفان.

خسائر الجبهة الداخلية والاقتصاد

تظهر الأرقام التي كشفت عنها الجبهة الداخلية الإسرائيلية إجلاء حوالي 143,000 مستوطن محتل من المناطق الجنوبية والشمالية المحتلة، منهم 74,500 من مستوطنات غلاف غزة و68,500 من الحدود مع لبنان، هذا فضلا عن الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي عصفت باقتصاده وهوت بعملته “الشيكل” إلى الحضيض.

وبلغت تكلفة الحرب، وفقًا لتقديرات وزارة المالية الصهيونية، حوالي 106.2 مليار شيكل (29.1 مليار دولار) وقد تصل إلى 250 مليار شيكل (70 مليار دولار) بحلول عام 2025، في حين تكبد قطاع الزراعة خسائر شهرية بقيمة ملياري شيكل (540 مليون دولار)، وقطاع البناء بخسائر يومية قدرها 150 مليون شيكل (40.5 مليون دولار)، بينما سجل قطاع السياحة خسائر بقيمة 4 مليارات شيكل (1.1 مليار دولار).

وشهد قطاع التكنولوجيا تراجعًا كبيرًا مع انخفاض الاستثمارات بنسبة 60% لتصل إلى 1.3 مليار دولار، وهو أدنى مستوى منذ عام 2017.

وتتركز الأنظار على الخسائر الاقتصادية لدولة الاحتلال جراء الحرب على غزة وسط تشكيك في أرقام الخسائر التي تعلنها دولة إسرائيل.

وشككت صحيفة كالكاليست خلال الأسبوع الجاري فيما أعلنته الحكومة الإسرائيلية عن وصول العجز المالي إلى 6.9% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2024، أي حوالي 136 مليار شيكل (36.1 مليار دولار).

وأشارت إلى أن الحقيقة تبدو أكثر قتامة، إذ تُظهر التحليلات أن العجز الحقيقي يصل إلى 7.2% من الناتج المحلي الإجمالي، أي حوالي 142 مليار شيكل (37.7 مليار دولار).

الخسائر بصفوف جيش الاحتلال

وخلال الحرب على قطاع غزة، قُتل وجرح آلاف من جنود وضباط الاحتلال.

وعسكريًا، تعرضت إسرائيل لخسائر فادحة، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من تدمير نحو 41% من الآليات المتوغلة في غزة، والبالغ عددها 383 آلية، مما يعكس حجم الاستنزاف العسكري الذي تعرضت له القوات الإسرائيلية خلال العمليات البرية.

وفي الوقت ذاته تحدث أبو عبيدة عن تسبب معركة طوفان الأقصى بقتل وإصابة الآلاف من جنود الاحتلال، وتدمير وإخراج نحو ألفي آلية عسكرية من الخدمة.

الهروب من بلاد السمن والعسل

ودولة الاحتلال ككيانٍ قائمٍ على أساس “نظرية الأمن” التي استقطب من خلالها هجرة اليهود من أنحاء العالم لإسرائيل، بدأت تتلاشى وتتبخر بعد أن حطم طوفان الأقصى معادلات الكيان كلها.

وأكدت دائرة الإحصاء التابعة للكيان أن عام 2024 شهد مغادرة 82,700 مستوطن لفلسطين المحتلة، بينهم 58,900 لم يعودوا إليها. يأتي ذلك في ظل تأثيرات عملية “طوفان الأقصى” التي تركت آثارًا كبيرة على الأوضاع الداخلية.

الإجرام الصهيوني ومطاردة مجرمي الحرب

أثبتت هذه المعركة، الطبيعة الوحشية لهذا الكيان الفاشي ككيان مارق عن الأنظمة والقوانين الدولية، وكافة الأعراف الإنسانية، باستهتاره بكلّ القيم، وارتكابه أبشع الجرائم ضدَّ أطفال ونساء ومستشفيات وأماكن محمية، التي صدمت العالم والشعوب.

وأصبح الكيان مطاردًا تطالب المحكمة الجنائية الدولية بتقديم قادته وجنوده وعلى رأسهم نتنياهو للمحكمة كمجرمي حرب، فيما توالى انضمام دول العالم لجنوب إفريقيا في قضيتها المرفوعة ضد دولة الاحتلال في محكمة العدل الدولية.

إسقاط السردية

لم تقف خسائر الاحتلال عند هذا الحد ولكنّ طوفان الأقصى ضربته في العمق، فلم يعد العالم كما السابق يصدق كذبة معاداة السامية التي روجها الاحتلال، والجيش الأكثر أخلاقية في العالم، والدولة الأكثر ديمقراطية في الشرق الأوسط وغيرها.

وتمكنت معركة طوفان الأقصى من إسقاط السّردية الصهيونية عند شريحة كبرى في هذا العالم، من شعوب ومؤسسات ونقابات وتجمّعات ودول وكيانات، مقابل صعود كبير للحق الفلسطيني والسّردية الفلسطينية حول العالم، خاصة بعد المجازر الوحشية التي ارتكبها الاحتلال ضد الأبرياء المدنيين، من أطفال ونساء آمنين في المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، في أكبر إبادة جماعية يشاهدها العالم على البث المباشر!

ازدواجية المعايير وفضح داعمي الإبادة  

كما أبرزت هذه المعركة الطبيعة المنافقة للمنظومة الدّولية الغربية الرسمية، ودعمها للكيان الصهيوني وتنكّرها لكافة القوانين والمؤسسات الدولية التي تمّ استحداثها بعد الحرب العالمية الثانية لحماية المدنيين بشكل أساسي، فإذا بها تغض الطرف عن حرب إبادة شاملة ضدَّ المدنيين الفلسطينيين.

وأكّدت المعركة أنَّ هذا الكيان لقيط وغريب عن نسيج منطقتنا العربية، ومناقض لقيم الإنسانية، وأن لا سلام ولا أمن في المنطقة إلا بزوال الاحتلال الصهيوني النازي عن أرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وإقامة الدّولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وكل الضربات التي وجهتها معركة طوفان الأقصى للكيان المجرم، إلا أنها في الوقت ذاته فضحت داعمي ورعاة الإرهاب الدوليين وعلى رأسهم أمريكا وأوروبا.

التَّأكيد على أنَّ الاحتلال الصهيوني وجيشه الفاشي، حصل على الدعم والشراكة الكاملة مع الإدارة الأمريكية وعواصم غربية، في حرب إبادة ضد شعبنا، انتُهِكَت فيها كافة القوانين والمعاهدات، وارتُكِبَت فيها أفظع جرائم الحرب التي عرفها التاريخ الحديث، ومورِسَت فيها أبشع الانتهاكات ضدَّ المدنيين في المدارس والمستشفيات والأماكن المحمية، إضافة إلى حرب تجويع وتعطيش.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات