أخبار حياة – في واحدة من أكثر العمليات النوعية دقة وجرأة، نجح مقاوم فلسطيني في اختراق حاجز تياسير العسكري شرق طوباس، موجّهًا ضربة موجعة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.
العملية الفدائية التي نفذت في وقت مبكر صباح الثلاثاء الماضي عن مقتل ضابط وجندي إسرائيليين، وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة، وسط حالة من الارتباك والذعر في صفوف الاحتلال.
كيف نجح المقاوم في اختراق الحاجز؟
بخطوات واثقة، وتخطيط دقيق، تسلل المقاوم الفدائي محمد دراغمة تحت جنح الظلام، مرتديًا سترة عسكرية للتمويه، متسلحًا ببندقية M-16 ومخازن ذخيرة إضافية، متجاوزًا إجراءات الاحتلال المشددة، ليصل إلى نقطة الصفر دون أن يُكتشف.
أخذ ثائر أخاه قبل أن تجف دماؤه.
— Tamer | تامر (@tamerqdh) February 5, 2025
منفذ عملية حاجز تياسير هو الشهيد محمد دراغمة، شقيق الشهيد أحمد دراغمة، قائد كتيبة طوباس، الذي اغتاله الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع من الآن.
قتل جنديين ، وأصاب خمسة آخرين في اقتحام مجمع للجنود بالأمس . pic.twitter.com/Ud5lLlDRVQ
مع انبلاج الفجر، باغت الجنديين في الخارج، فأرداهما قتيلين على الفور، قبل أن يتقدم داخل الموقع العسكري، مستغلًا حالة الصدمة والارتباك.
لم يكن الجنود مستعدين لمثل هذه الضربة، فاندلع اشتباك عنيف بين المقاوم و11 جنديًا آخرين داخل الموقع.
ورغم محاولة الجنود الاحتماء، واصل المقاوم الاشتباك، متقدمًا نحو برج المراقبة، ليصل إلى قلب الموقع في تحدٍّ غير مسبوق للإجراءات الأمنية الإسرائيلية.
وسائل إعلام إسرائيلية: منفذ عملية تياسير وصل الموقع مرتديًا زي الجيش الإسرائيلي وأطلق النار من داخل برج المراقبة بعد أن اعتلاه!
— Hilmi Asmar (@helmialasmar) February 4, 2025
اختراق غير مسبوق، وذهنية فدائية تستلهم من معركة الطوفان في اختراق الحدود! pic.twitter.com/NbcjSNKmZu
وفي لحظات الذروة، وصلت تعزيزات عسكرية إسرائيلية إلى الحاجز، وفتحت نيرانها بغزارة، لكن المقاوم صمد حتى نفاد ذخيرته، واستُشهد بعد أن دوّن اسمه في سجل الأبطال، تاركًا خلفه ضربة قاصمة لهيبة الاحتلال.
الاحتلال يعترف بالفشل: “عملية قاسية وغير مقبولة”
لم يتمكن الاحتلال من إخفاء حجم الكارثة، فأعلن جيش الاحتلال عن فتح تحقيق عاجل في الاختراق الأمني الذي وصفه مسؤولون بأنه “الأكثر خطورة منذ سنوات”.
وبحسب تقارير إسرائيلية، تأخر الإعلان الرسمي عن مقتل الجنود، في محاولة للتخفيف من وقع الصدمة على الشارع الإسرائيلي.
لكن حجم العملية وانتشار أخبارها جعل من المستحيل التغطية على الإخفاق.
عاجل : عملية إطلاق نار تستهدف الجنود الصهاينه في حاجز تياسير.
— احمد ابن حسين 𓂆 (@ahmadru_303) February 4, 2025
المنفذ اقتحم قاعدة عسكرية واطلق النار على الجنود وهم في اسرة نومهم واقتحم البرج العسكري للحاجز وسيطر عليه واشتبك مع التعزيزات الواصله للمكان قبل ان يرتقي شهيد.
وجيش الاحتلال يعترف بمقتل جنديين واصاب 6 آخرين بجروح. pic.twitter.com/9hqMXHnLhy
“تياسير” تعكس فشل الاحتلال في الضفة
وأكد مهند مصطفى، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن العملية تم التخطيط لها بعناية فائقة، وساهم التنفيذ الفردي الذكي في نجاحها، مضيفًا أن الاحتلال يواجه فشلًا ذريعًا في مواجهة أساليب المقاومة المتجددة.
أما المحلل السياسي أحمد الحيلة، فقد أشار إلى أن العملية تعكس فشل النظرية الأمنية الإسرائيلية القائمة على الردع والقمع.
وأضاف: “الاحتلال يراهن على القوة، لكنه في كل مرة يكتشف أن إرادة الفلسطيني أقوى وأعمق جذورًا”، معتبرًا أن تصاعد هذه العمليات سيفاقم أزمة الثقة داخل المجتمع الإسرائيلي.
طوباس : مجاهد نجح في اختراق موقع عسكري بزي مموّه عند حاجز تياسير ، واشتبك مع جنود الاحتلال، وسيطر على الطابق العلوي من البرج وأصاب منهم 8، 2 بحالة خطيرة
— حامد العلي (@Hamedalalinew) February 4, 2025
وارتقى شهيدا
إذاعة الجيش الإسرائيلي: منفذ عملية تياسير كان يملك معلومات استخبارية دقيقة بشأن الموقع وتحركات الجنود وأماكنهم pic.twitter.com/9UACVESW9S
من جهتها، أكدت الكاتبة انتصار العواودة أن تصعيد الاحتلال يولّد ردود فعل إبداعية في المقاومة، مشيرة إلى أن كل عملية ناجحة تؤسس لمرحلة جديدة من التصعيد المقاوم، مما يجعل من المقاربة العسكرية الإسرائيلية عاجزة عن كسر إرادة الفلسطينيين.
الاحتلال لن ينعم بالأمان
حركة حماس أشادت بالعملية البطولية، مؤكدة أنها ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال المتواصلة في الضفة الغربية، خاصة في جنين وطوباس وطولكرم.
وأضافت الحركة أن هذه العملية تثبت أن المقاومة خيار استراتيجي لا يمكن القضاء عليه بالحصار أو الاعتقالات.
حمـ.ـاس:
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 5, 2025
– "نزف لجماهير شعبنا وأمتنا الشـ.ـهيد المجـ.ـاهد محمد دراغمة من طوباس منفذ عملية تياسير"
– "ننعى منفذ عملية تياسير النوعية ونؤكد أن مقـ.ـاومة شعبنا للاحتلال ومستوطنيه لن تتوقف"
– "صاعد جرائم الاحتلال واعتداءات مليشيات المستوطنين في الضفة سيكون ثمنها مزيدا من ضربات… pic.twitter.com/D7bnBsvDAq
فصائل المقاومة الفلسطينية بدورها، اعتبرت العملية “رسالة قوية بأن الاحتلال لن يمرّ بجرائمه دون عقاب”، ودعت إلى تصعيد العمل المقاوم في كافة نقاط التماس، لمواجهة الاحتلال وردعه.
مرحلة جديدة من المقاومة؟
تؤكد عملية تياسير أن المقاومة في الضفة دخلت مرحلة جديدة من الجرأة والتخطيط المحكم، إذ لم تعد العمليات تقتصر على المواجهات العفوية، بل أصبحت مدروسة، منظمة، وقادرة على اختراق منظومة الاحتلال الأمنية بكل تعقيداتها.
وبالنظر إلى هذه العملية النوعية، ومع استمرار العدوان الإسرائيلي، فإن الضفة الغربية قد تكون مقبلة على موجة جديدة من العمليات النوعية، تقلب موازين الاحتلال، وتؤكد أن شعبًا لا يقهر يعيش على هذه الأرض.