عبد العزيز جودة.. رحلة أخيرة تتحول إلى لغز مأساوي!

أخبار حياة – بين أملٍ يتآكل مع الأيام وقلقٍ ينهش القلوب، لا تزال عائلة عبد العزيز عزات جودة (67 عامًا) تبحث عن إجابة لسؤالٍ واحدٍ فقط: أين هو عبد العزيز؟

في أواخر شهر ايلول من العام الماضي، اختفى عبد العزيز في ظروفٍ غامضة شمال مخيم النصيرات، المنطقة التي كانت آنذاك تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من محور الشهداء (نتساريم). لم يكن يعلم أن رحلته الأخيرة إلى هناك ستتحول إلى لغزٍ مأساوي يطارد أسرته.

تفاصيل الاختفاء

في ذلك اليوم، كان عبد العزيز برفقة شخصٍ آخر في محيط شركة الكهرباء شمال النصيرات. بعد ساعات، تم العثور على رفيقه جثةً هامدة، بينما عبد العزيز اختفى من دون أثر. لم يتبقَ من وجوده سوى بعض متعلقاته الشخصية: دراجته الهوائية، هاتفه المحمول، وكشافه.

يقول ابن شقيقته بحزن: “بحثنا عنه في كل مكان، لكن لا أثر له. لم تصلنا أي معلومة عنه منذ ذلك اليوم”. مضيفًا أن العائلة تعيش حالة من القلق والترقب، تنتظر أي خبر قد يكشف مصيره.

حياة الفقيد قبل الاختفاء

لم يكن عبد العزيز رجلاً ثريًا، بل كان يعيش حياةً قاسية. لم يمتلك مصدر دخل ثابت، وكان يقتات من العمل في الحقول، يجمع الزيتون أو يبحث عن أي فرصة عملٍ تكفل له قوت يومه وتساعده على رعاية أسرته وأحفاده. بيته لم يكن أكثر من غرفة متواضعة من ألواح الإسبست، لا تحميه من برد الشتاء أو لهيب الصيف.

ورغم شظف العيش، كان عبد العزيز نموذجًا للكرم. كان يشارك جيرانه وأقاربه بما يملك، حتى وإن كان مجرد حفنة من الفواكه أو أرغفة خبزٍ قليلة. “كان بسيطًا في حياته، لكنه كان كبيرًا بإنسانيته”، يضيف أحد أقاربه.

وجع العائلة ونداؤها الأخير

الانتظار، بالنسبة لعائلة عبد العزيز، لم يكن مجرد أيامٍ تمر، بل كان وجعًا متجددًا في كل لحظة. غياب الأخبار يعني أن الألم يظل معلقًا في الهواء، دون يقين يريح القلوب.

“نريد أن نعرف مصيره، حتى لو كان ذلك يعني تقبّل خبرٍ محزن. على الأقل سنتمكن من إغلاق هذا الجرح”، تقول العائلة، وهي تناشد الجهات المختصة والمنظمات الحقوقية الدولية للتحرك والكشف عن مصيره، إن كان حيًا في الأسر أم شهيدًا.

قصة تتكرر في غزة

عبد العزيز جودة ليس الاسم الوحيد في سجل المفقودين. مئات العائلات في غزة تعيش المأساة ذاتها، تُحرم حتى من معرفة مصير أحبائها. الفقر، الحرب، الاختفاء القسري، كلها معاناة يومية يعيشها أهل القطاع، في ظل عالمٍ يبدو أنه اعتاد على تجاهل آلامهم.

اليوم، تقف عائلة عبد العزيز بين الرجاء والخوف، تنتظر خبرًا ينهي هذا الانتظار القاتل. وحتى ذلك الحين، يبقى السؤال مفتوحًا: أين هو عبد العزيز؟

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات