أخبار حياة – تشهد مناطق الأغوار الفلسطينية، خاصة الشمالية والوسطى، منذ مطلع عام 2023 تصاعدًا في الأنشطة الاستيطانية من قبل الاحتلال، في محاولة للاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية وضمها إلى المستوطنات القائمة.
يأتي هذا التوسع في وقت تعيش فيه المنطقة تحت تهديدات متزايدة قد تؤدي إلى حرمان الفلسطينيين من أراضيهم الزراعية والرعوية التي تشكل جزءًا أساسيًا من حياتهم.
وفقًا للتقرير الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان عن الفترة الممتدة من 8 إلى 14 شباط 2025، تركزت هذه الأنشطة في منطقة الأغوار الفلسطينية، التي تمتد على طول الحدود الشرقية للضفة الغربية. تشكل هذه المنطقة نحو 28% من مساحة الضفة الغربية، وتعد بمثابة “سلة غذاء فلسطين” نظرًا لكونها مصدرًا رئيسيًا للزراعة.
تشير التقارير إلى أن سلطات الاحتلال تسيطر على 85% من الأراضي المائية في الأغوار، مما يفاقم أزمة المياه التي يعاني منها الفلسطينيون، في حين يُسمح للمستوطنين باستخدام كميات هائلة من المياه. ويبلغ استهلاك المستوطن الإسرائيلي نحو 287 لترًا من المياه يوميًا، بينما لا يتجاوز استهلاك المواطن الفلسطيني 20 لترًا يوميًا.
منذ احتلال الضفة الغربية في عام 1967، بدأت سلطات الاحتلال في بناء المستوطنات في الأغوار الفلسطينية، حيث أنشأت مستوطنة “محولا” في عام 1968. ومنذ ذلك الحين، شهدت المنطقة إنشاء العديد من المستوطنات الصغيرة، ما أدى إلى زيادة في عدد المستوطنين الذين يبلغ عددهم الآن حوالي 11,000 مستوطن في الأغوار الشمالية والوسطى والجنوبية.
كما كشف التقرير عن خطة للاحتلال لبناء ثلاث مستوطنات جديدة في الأغوار، وهو ما سيضاعف عدد المستوطنين في المنطقة، حيث ستوفر هذه المستوطنات نحو 9,500 وحدة سكنية إضافية.
ويرافق هذا التوسع الاستيطاني عمليات هدم وتهجير للمواطنين الفلسطينيين، حيث تعرضت العديد من التجمعات السكانية في الأغوار للهدم بحجة إقامة مناطق عسكرية.
وتواصل سلطات الاحتلال أيضًا إقامة بؤر استيطانية رعوية في مناطق الأغوار، حيث قام المستوطنون بتوسيع نطاق هذه البؤر في السنوات الماضية، ما يعزز من سيطرة الاحتلال على المزيد من الأراضي الفلسطينية.
بالإضافة إلى ذلك، تستمر سلطات الاحتلال في المصادرة المتواصلة للأراضي الفلسطينية في الأغوار، حيث قررت مصادرة 8,000 دونم من أراضي الأغوار في خطوة تعد واحدة من أكبر عمليات الاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة.
وفي سياق التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية بشكل عام، تواصل سلطات الاحتلال تنفيذ مخططات استيطانية جديدة في مختلف المناطق، بما في ذلك محافظة بيت لحم والخليل وجنين، حيث يتم الترويج لبناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنات قائمة وجديدة.