أبناء الغياب.. قصص مؤلمة لعائلات تبحث عن مفقوديها في غزة

أخبار حياة – في غزة، لا يعني الخروج من المنزل أنك ستعود إليه، ولا يعني الوداع الصباحي أنه مجرد لحظة عابرة. في هذه البقعة من الأرض، قد تتحول الخطوات العادية إلى اختفاء غامض، وتصبح العائلات أسيرة الانتظار القاسي، تتشبث ببصيص من الأمل، وتسأل ألف مرة: “أين هو الآن؟”، هكذا كان الحال طوال حرب الإبادة الإسرائيلية.

محمد رائد أبو سعيد (26 عامًا) وأحمد ياسين اللوح (20 عامًا)، شابان خرجا ذات يوم ولم يعودا، تاركين وراءهما قلوبًا معلقة وأحلامًا معلّقة على حافة الغياب.

رحلة بلا عودة؟

كان صباح 20 يوليو 2023 يومًا عاديًا لمحمد، الذي غادر منزله في شرق مخيم البريج ليجلب بعض المستلزمات لعائلته. لم يكن يعلم أنه لن يعود، وأن أسرته ستظل منذ ذلك اليوم تعيش في دوامة الانتظار والترقب.

أما أحمد، فقد كان شابًا يحلم بأن يصبح حقوقيًا، خرج يوم 7 أكتوبر 2023 مع ابن خاله إلى منطقة ملكة شرق غزة بدافع الفضول لمشاهدة ما يحدث هناك، لكنه لم يعد، ولم يُعرف مصيره حتى اللحظة.

الغياب الذي لا يُحتمل

بالنسبة لعائلة محمد، فإن كل يوم يمر دون أي خبر عنه كأنه دهرٌ من العذاب. والدته لم تحتمل صدمة اختفائه، فسقطت فريسة المرض والحزن، ولا تزال في المستشفى منذ شهور، تكافح جسديًا وعاطفيًا، بين أمل اللقاء ورعب الفقدان.

أما ميسرة اللوح، شقيق أحمد، فيعيش مع والديه على أعصابهم منذ اختفائه، لا يفارقهم القلق ولا تهدأ عقولهم عن التفكير. “الأفكار تقتلنا”، يقول ميسرة، متسائلًا: “أين هو؟ هل هو بخير؟ هل يعاني؟ هل سنسمع صوته مجددًا؟”.

أسئلة بلا إجابة

اختفاء الشابين يفتح أبواب الأسئلة بلا إجابات: هل هما محتجزان في مكان ما؟ هل أصيبا يوم اختفائهما؟ هل ما زالا على قيد الحياة؟

في ظل الصمت القاتل، تناشد العائلتان المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية للعمل على كشف مصيرهما، بحثًا عن خيط يطمئن قلوبهما القلقة.

فمحمد وأحمد ليسا مجرد رقمين في قائمة المفقودين، بل شابان كانا يحملان أحلامًا لم تكتمل، وقصتين لم تصل نهايتهما بعد، وعائلتين ما زالتا تعيشان بين الرجاء والخوف، ترددان الدعاء ذاته كل يوم: “يا رب، طمئنا عليهم.”

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات