محمود صرصور .. بين رصاص قناصة الاحتلال وألم الفقدان

أخبار حياة – في حي الصبرة بمدينة غزة، لا يزال مصير محمود مصطفى منيب صرصور (41 عامًا) مجهولًا منذ إصابته برصاص قناص إسرائيلي يوم 15 تشرين الثاني 2023.

رغم إصابته في شارع 8، إلا أن الحصار القاسي حال دون الوصول إليه أو التأكد من مصيره. وبعد دخول الهدنة الإنسانية الأولى التي بدأت بعد الحادثة بعشرة أيام، لم يُعثر له على أثر، وفق ما روته شقيقته سلام للمركز الفلسطيني للإعلام.

حياة مليئة بالتضحية والمسؤولية

كان محمود شخصية محورية في عائلته وأبناء حي الصبرة. تزوج مرتين؛ الأولى من زينب التي أنجب منها ثلاثة أولاد وثلاث بنات، ولكن الحرب أخذت منها اثنتين من بناتهما استشهدتا في وقت لاحق. وتزوج من أميرة، التي أنجب منها طفلة واحدة تُدعى لين.

لم يكن محمود مجرد زوج وأب، بل كان مصدر الأمل والراحة لعائلته. كان يحرص على رعاية والدته المريضة التي عاشت في ظل ظروف قاسية، حيث فقدت نجلها محمود مفقودًا واستشهد ثلة من أحفادها وزوجة ابنها. وقد توفيت والدته قهرًا بعد أن فقدت أغلب أفراد عائلتها في الحروب المستمرة.

حادث شارع 8: لحظة حاسمة

تقول شقيقته سلام: “في 15 نوفمبر 2023، تعرض محمود لإطلاق نار من قناص إسرائيلي في شارع 8، ما أدى إلى إصابته. ومع إصابة الشخص الذي كان برفقته، اضطر محمود للهروب في محاولة للنجاة. رغم أن بعض الناس شاهدوه وهو يتعرض للإطلاقات، إلا أن مصيره ظل غامضًا لفترة طويلة بسبب الحصار الشديد، حيث لم يتمكن أحد من الوصول إليه.”

وأضافت سلام أنه بعد عشرة أيام، ومع بداية الهدنة، تمكنت العائلة من الوصول إلى موقعه، لكن لم يتم التأكد من استشهاده بشكل قاطع في ذلك الوقت.

إرث من التضحية والصبر

على الرغم من الظروف القاسية التي يعيشها سكان غزة، تظل ذكرى محمود حية في قلوب من عرفوه. كان رمزًا للتضحية والصبر، وترك في عائلته وأبناء حي الصبرة إرثًا من الحب والعطاء الذي لا يُنسى.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات