أخبار حياة –أكد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور هايل الدعجة، أن هنالك ضعفا اندماج النخب في المجتمع المحلي، ما ينعكس على غياب الحوار الوطني الفاعل وضعف المشاركة السياسية للمواطنين.
ويرى خلال حديثة لبرنامج استديو التحليل، أن النخب سواء أكانت سياسية أو اجتماعية تعاني من عزلة نسبية عن المجتمع المحلي، ما أفقدها الثقة المتبادلة مع المواطنين.
ويوضح أن كثيرًا من النخب تصل إلى محطة معينة في مسيرتها ثم يتراجع دورها، دون أن تستمر في التفاعل مع القضايا الوطنية والمجتمعية.
ويشير إلى أن غياب هذا التفاعل يؤثر بشكل مباشر على الإحساس بالمواطنة والمسؤولية الوطنية، حيث يميل المواطنون إلى تحميل الحكومة أو مجلس النواب مسؤولية جميع المشكلات، بدلاً من الانخراط الفعلي في العملية السياسية، مثل المشاركة في الانتخابات أو الانضمام إلى الأحزاب السياسية.
الأحزاب السياسية.. غياب الدور الحقيقي
فيما يتعلق بالأحزاب، يلفت إلى أن الكثير منها لا يملك برامج حقيقية تعبر عن مصالح المواطنين وتطلعاتهم، بل ينشأ بعضها بهدف الوصول إلى البرلمان دون أن يستمر في التواصل مع المواطنين بعد الانتخابات، وهو ما يؤدي إلى ضعف الثقة الشعبية في الأحزاب وغياب تأثيرها في المشهد السياسي.
وأكد أن المشكلة لا تكمن فقط في الأحزاب بل في الطريقة التي تتشكل بها النخب السياسية، حيث يواجه المواطن ملاحظات عديدة حول آلية وصول بعض الشخصيات إلى مراكز صنع القرار، وهو ما يعمّق الفجوة بين المواطن والمؤسسات السياسية.
ويرى الدعجة أن العديد من المسؤولين باتوا يتبنون “لغة الصمت” كاستراتيجية لضمان بقائهم في مناصبهم أو العودة إليها لاحقًا.
وأوضح أن الظاهرة تؤثر على مستوى الشفافية والمصارحة مع المواطنين، مما يحدّ من قدرة المجتمع على فهم وإدراك القرارات والسياسات الحكومية.
وبين أن الحل يكمن في تعزيز ثقافة الحوار والانفتاح بين النخب والمجتمع، ودفع الأحزاب إلى تبني برامج حقيقية ومستدامة، إضافةً إلى تعزيز الشعور بالمواطنة من خلال إشراك الشباب في القضايا الوطنية الكبرى، بدلًا من اقتصار مشاركتهم على فترة الحملات الانتخابية.
وشدد على أهمية إعادة بناء جسور الثقة بين المواطنين والمؤسسات السياسية، عبر إشراك النخب في القضايا المحلية، ودفع الأحزاب إلى العمل الحقيقي، وتوعية المواطنين بدورهم في العملية السياسية، مشيرًا إلى أن تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي لا يمكن أن يتم دون مشاركة فعلية من جميع الأطراف في الحياة العامة.