أخبار حياة – بدأت وزارة الزراعة بتنفيذ خطة لحل قضية مزارعي الحمضيات، بعد تكدس محصولهم على الأشجار وعدم وجود أسعار تنافسية تضمن لهم تحقيق إيرادات تغطي تكاليف الإنتاج، وفق رئيس اتحاد النحالين الأردنيين معاذ كظم.
وكشف كظم لـ أخبار حياة، الخميس، أن الخطة تشمل تخصيص أرض في منطقة الأغوار لإنشاء مصنع لتشميع وتدريج الحمضيات خاصة محصول الليمون، مشيرًا إلى أن جهة ستقوم بتمويل قيمة الأجهزة والمعدات اللازمة لهذا للمصنع وفقًا لمسؤولي وزارة الزراعة.
وأكد أن الوزارة تعمل أيضًا على مشروع يهدف إلى إيجاد منافذ تسويقية جديدة لمحاصيل الحمضيات منها الليمون؛ في الدول المجاورة وفقًا للمعايير المطلوبة ويشمل ذلك عملية تشميع المحصول ليصبح مطابقًا للمواصفات والمقاييس العالمية المعتمدة.
وتابع: “وفي إطار هذه الجهود رافق وزير الزراعة رئيس الوزراء بزيارة المنطقة المعنية، حيث يجري الآن تجهيز الموقع ونحن متفائلون بأن الجهود ستؤتي ثمارها في المستقبل القريب، بإذن الله”.
جديرٌ بالذكر أن اتحاد النحالين الأردنيين دخل على خط قضية أسعار الليمون في السوق المحلية، وحالة المزارعين الذين تكدس محصولهم على الأشجار لعدم وجود أسعار تنافسية تضمن لهم تحقيق إيرادات تغطي تكاليف الإنتاج.
وتعد أشجار الليمون مصدرًا رئيسيًا للرحيق ومراعٍ ممتازة للنحل، وذلك تسبب قلق كبير لدى النحالين من قيام بعض المزارعين بقطع أشجار الليمون، باعتباره تهديدًا للمراعي الرئيسية للنحل التي يعتمد عليها لجمع رحيق العسل خصوصًا في موسم الحمضيات.
وكان الاتحاد قد أصدر بيانًا ناشد فيه وزير الزراعة باتخاذ اتخاذ إجراءات وحلول مناسبة للتعامل مع هذه المشكلة.
وتاليًا نص البيان:
إلى دولة رئيس الوزراء الأكرم
و معالي وزير الزراعة الأكرم
“أنقذوا أشجار الليمون قبل الإنقراض”
يتابع الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين بقلق بالغ التدهور الحاد في أسعار محصول الليمون، حيث انخفض سعر الكيلو الواحد إلى أقل من 25 قرشًا فقط، الأمر الذي دفع العديد من المزارعين إلى قطع أشجار الليمون والتخلص منها نتيجة عدم قدرتهم على تحمل تكاليف رعايتها، إذ لم يعد المحصول يغطي حتى نفقات جنيه ونقله إلى الأسواق. إن هذا الوضع ينذر بكارثة بيئية واقتصادية، حيث تُعتبر شجرة الليمون من أهم الأشجار الرحيقية التي يعتمد عليها النحل في جمع الرحيق وإنتاج عسل الحمضيات. إن استمرار فقدان هذه الأشجار سيؤدي إلى تراجع في قطاع تربية النحل وإنتاج العسل، مما يؤثر سلبًا على قطاع النحل بأكمله، بالإضافة إلى تداعياته على الأمن الغذائي المحلي.
وعليه، يناشد الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين دولة رئيس الوزراء ومعالي وزير الزراعة التدخل العاجل والسريع لإنقاذ أشجار الليمون من الإبادة، وذلك من خلال تقديم دعم مالي وفوري للمزارعين لتغطية تكاليف الإنتاج، وضمان تسويق المحصول بأسعار عادلة، كما نطالب بوقف استيراد الليمون بالكامل وفتح برادات لتخزين المحصول الفائض في المواسم الإنتاجية لإستهلاكها خلال الموسم ضعيفة الإنتاج، وذلك لإفساح المجال أمام المنتج الأردني والحفاظ على استدامة زراعة هذه الشجرة الحيوية.
إن مشهد أشجار الليمون المثقلة بالثمار دون أن تجد من يجنيها، هو إنذار حقيقي يستدعي تحركًا سريعًا قبل أن نفقد هذا المورد الزراعي المهم، لما له من أثر بيئي واقتصادي كبير. إن جائحة كورونا كشفت الدور الحيوي الذي يلعبه المزارع الأردني، حيث كان هو الجندي المجهول الذي واصل عمله بلا كلل، لضمان استمرار تدفق المنتجات الزراعية إلى الأسواق، والحفاظ على الأمن الغذائي الوطني في أصعب الظروف. ورغم التحديات الكبيرة، أثبت المزارعون أنهم خط الدفاع الأول عن قوت المواطنين، مما يستدعي اليوم وقفة جادة لدعمهم وحماية استدامة إنتاجهم، تأكيدًا على أهمية القطاع الزراعي كرافد أساسي للاقتصاد الوطني وتحقيقًا للرؤية الملكية السامية في تعزيز الاكتفاء الذاتي وحماية المنتج المحلي.
إننا، في الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين، نثمن الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه في دعم القطاع الزراعي وحماية المنتج المحلي، إيمانًا منه بأهمية الزراعة كركيزة أساسية للأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي. ونستذكر توجيهاته المستمرة بضرورة تمكين المزارعين وتعزيز الإنتاج الوطني، بما يضمن استدامة هذا القطاع الحيوي. ومن هذا المنطلق، نأمل أن تنعكس هذه الرؤية الملكية الحكيمة على السياسات والإجراءات المتخذة لحماية زراعة الليمون ودعم المزارعين، بما يحقق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، ويعزز الاعتماد على المنتج المحلي.
صدر في عمان بتاريخ 19 شباط 2025
الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين