أخبار حياة – يسود لبنان، ولا سيما العاصمة بيروت، أجواء من الحزن والحداد مع اقتراب موعد تشييع الشهيدين الأمينين العامين السابقين لحزب الله، حسن نصر الله، وهاشم صفي الدين. ويجري التحضير على قدم وساق لاستقبال الحشود الضخمة التي ستشارك في هذا الحدث المهيب، حيث تتسارع الاستعدادات في المدينة الرياضية في بيروت لاستيعاب الوفود الرسمية العربية والأجنبية، بالإضافة إلى الجموع الغفيرة التي ستشارك في مراسم التشييع.
وقد اكتملت جميع التحضيرات اللوجستية والفنية لمراسم التشييع، حيث تم تجهيز المدينة الرياضية بالكامل إضافة إلى المناطق المحيطة بها. وتم نصب شاشات عرض عملاقة على طول طريق التشييع، وصولاً إلى طريق المطار القديم، لتمكين المشاركين من متابعة الحدث. منذ ساعات الصباح الباكر، بدأ توافد الحشود من مختلف المناطق اللبنانية نحو العاصمة، مما أدى إلى ازدحام كبير في الطرقات المؤدية إلى بيروت، خاصة في طريق صيدا-بيروت وطريق البقاع-بيروت.
وكان لافتاً توجه بعض المشاركين سيراً على الأقدام من مناطق الجنوب والبقاع إلى بيروت، رغم الطقس العاصف.
وشهدت الضاحية الجنوبية لبيروت خروج مواكب سيارة وراجلة تعبيراً عن المشاركة في هذا الحدث الفارق في تاريخ لبنان، حيث يودع اللبنانيون والأحرار من مختلف الدول اثنين من أبرز قادة المقاومة. وفي سياق مشابه، تجمع اللبنانيون والوفود المشاركة أمام ضريح الشهيد حسن نصر الله، هاتفين للمقاومة ومرددين شعارات مؤيدة لفلسطين.
ومن المتوقع أن يكون التشييع حدثاً استثنائياً من حيث حجم المشاركة، حيث أكدت نحو 70 دولة حضورها الرسمي عبر وفود دبلوماسية وبرلمانيين حاليين وسابقين ووزراء وشخصيات سياسية بارزة من مختلف أنحاء العالم. كما وصل إلى بيروت آلاف الشخصيات من قادة الأحزاب والحركات السياسية والدينية. وشارك في التشييع مواطنون من دول عربية وإسلامية مثل العراق واليمن وإيران والبحرين والكويت وتركيا، مما جعل التشييع حدثاً فارقاً في تاريخ لبنان والمنطقة.
فيما يتعلق بالتحضيرات اللوجستية، سجّلت شركات الطيران زيادة كبيرة في عدد الرحلات المتجهة إلى بيروت. وصل أكثر من 50 رحلة جوية إلى مطار بيروت الدولي في إطار التوافد العالمي للمشاركة في هذا الحدث الكبير. كما أعلنت بعض العائلات اللبنانية استعدادها لاستضافة الزوار القادمين من الخارج في منازلها، فيما تجاوزت حجوزات الفنادق في بيروت 90%.
وفيما يخص التحضيرات الأمنية والصحية، تم رفع الجهوزية الأمنية إلى 100%، حيث شكلت قيادة الجيش اللبناني غرفة عمليات للتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختلفة لمواكبة يوم التشييع. كما تم تسيير دوريات أمنية مكثفة في مختلف المناطق لضمان سلامة الحشود.
من جهة أخرى، تم تزويد وسائل الإعلام بالتسهيلات اللازمة، حيث سيتم بث مراسم التشييع بشكل مباشر عبر شاشات عملاقة وصوتيات على طول مسار التشييع. كما سيشارك أكثر من 1500 متطوع من الدفاع المدني والهيئة الصحية الإسلامية في تقديم الدعم الطبي للمشاركين.
وتتضمن فعاليات التشييع كلمة للأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، وتلاوة جماعية للقرآن الكريم، يليها النشيد الوطني اللبناني والنشيد الخاص بحزب الله، ثم سيتم إدخال نعش الشهيدين في آلية خاصة تجوب أرضية الملعب قبل المسير نحو مرقد السيد الشهيد حسن نصر الله.
