أخبار حياة – رغم الدمار الهائل الذي طال كل قطاع غزة، ورغم الشوارع المجرفة والمباني التي صارت أنقاضًا، يحاول المواطنون العودة للحياة، في تأكيد هلة رفض الاستسلام لمشهد الموت والخراب.
مشاهد لا يمكن إلا أن تثير الدهشة والإعجاب، فالمحال التجارية، التي تضررت جدرانها وتشققت واجهاتها، عادت تفتح أبوابها، والمقاهي امتلأت بروادها، وسيارات الأجرة عادت تجوب الشوارع المحطمة والشرطة تنتشر لتنظم حركة المرور في الشوارع المدمرة؛ كأنها تتحدى آثار العدوان.
إصرار على الحياة رغم المأساة
في شوارع مدينة غزة، تجد بائع الفلافل يقف وسط حطام متجره، يعد السندويشات بحب، بينما محل الحلوى الشهير يعرض بضاعته رغم النقص في المواد الخام.
البوظة، التي لطالما كانت عنوانًا للصيف الغزي، عادت تبرد قلوب الأطفال الذين كبروا على صوت القصف، وكأن سكان غزة يقولون للعالم: “سنعيش رغم الألم، وسنبني من جديد رغم الخراب”.
مشهد يتحدى مخططات التهجير
في ظل ما شهده القطاع من دمار ممنهج، أراد الاحتلال أن يجعل من غزة مدينة غير قابلة للحياة، لكنه لم يدرك أن شعبها متمسك بأرضه كتمسك الجذور بالتربة.
هذا الإصرار أفشل كل المخططات التي راهنت على تهجير سكان غزة وكسر إرادتهم.
“لم نعد نخاف.. نحن نعيش لأن الحياة حقنا، ولن نرحل لأن هذه أرضنا”، يقول أحد أصحاب المحلات التي أعادت فتح أبوابها رغم الأضرار الجسيمة.
أمل يولد من تحت الركام
ورغم الألم الذي خلفته الحرب، تجد الأطفال يلعبون بين الأنقاض، والعمال يعيدون ترتيب بضائعهم وسط رائحة الغبار والبارود، إنها غزة التي تنهض بعد كل عدوان، وتعيد الحياة إلى شوارعها بأيدي أهلها.
المدينة التي أرادوا محوها، استعادت نبضها سريعًا، وكأنها ترسل رسالة للعالم: “نحن هنا، وسنبقى هنا.”
ما يجري في غزة اليوم ليس مجرد عودة للحياة، بل هو انتصار حقيقي على آلة الحرب، وانكسار لمخططات أرادت اقتلاع الإنسان من أرضه، إنه درس في الصمود والإصرار، يقدمه الغزيون للعالم، بأن الحياة أقوى من الموت، والإرادة أقوى من الدمار.