لماذا يصرّ نتنياهو وضع المنطقة على حافة الحرب عبر تصعيد عدوانه في الضفة؟

أخبار حياة – لا يبدو أنّ مخططات نتنياهو في نقل الحرب إلى مخيمات الضفة الغربية ستتوقف عند حدّ سعيه لإرضاء اليمين الصهيوني المتطرف، وقطف ثمار البقاء في السلطة بأيّ ثمن، بل إنّ الخشية من أن يمتد شرار هذا التصعيد ليخلط الأوراق ويشعل الإقليم كله في ظل تماهي الولايات المتحدة مع المخطط الصهيوني المتطرف وعدم وجود أي أطراف قادرة على ردع أطماع الكيان في التمدد ووضع المنطقة برمّتها على حافة الحرب، بحسب مراقبين.

الخطة الوحيدة لبقاء نتنياهو في السلطة

وفي هذا السياق أكد الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد في تصريحات للمركز الفلسطيني للإعلام: إنّ الخطة الوحيدة المتوفرة لدى نتنياهو تتمثل في كيفية بقائه في السلطة، وهي خطة تتضمّن العناصر الأساسية لذلك، عبر إرضاء اليمين الإسرائيلي، سموتريتش ومن هم على شاكلته داخل الائتلاف الحاكم.

ولفت عيّاد إلى أنّ “نتنياهو يسعى جاهدًا لتوجيه الأنظار نحو الغنائم والمكاسب التي يمكن تحقيقها في الضفة الغربية، كما يسعى لابتزاز المقاومة الفلسطينية في غزة وتحسين شروط التفاوض”.

واستدرك بالقول: “وهو بذلك لا يبتز المقاومة لوحدها، فهو يبتز الوسطاء، ويبتز الولايات المتحدة عبر إيصال الأمور إلى حافة الحرب”.

وشدد على أنّ كل ما يفعله نتنياهو اليوم ليخدم بقاءه السياسي، وهو يدفع بهذه الطريقة نحو التصعيد، ويضيّق هامش المناورة لكل الأطراف في الإقليم، وللمقاومة الفلسطينية، دافعًا نحو الحرب.

ونوه عياد إلى أنّ خطوة إرسال الدبابات، تضع الجميع أمام استحقاقات إقليمية جديدة، لا تقتصر على حدود الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة.

من يكبح جماح نتنياهو؟

ولفت إلى أنّ كل ذلك هو خدمة للبقاء السياسي الخاص في نتنياهو، فيما تبدو الولايات المتحدة طرفًا غير قادرٍ على ممارسة ضغوط حقيقية، لكبح جماح نتنياهو، بل إنها تتماهى معه في بعض الملفات، وعلى رأسه ملف الضفة الغربية في عدم الضغط عليه لوقف هذه الهجمات والتوسع بها على نحو يهدد الاستقرار الإقليمي، ويهدد حتى العلاقة مع الجانب الأردني.

وقال عيّاد: خصوصا وأنّ عمليات التهجير للفلسطينيين في مخيمات الضفة وعمليات الهدم قد توسعت، كما سوّق لذلك سموتريتش عندما قال إنّ المرحلة المقبلة سوف تتضمن هدم ٢٥ ألف منزل فلسطيني وهذا يعني أنه يريد أن يستتبع ذلك بترحيل الفلسطينيين ساكني هذه المنازل، وتحويلهم إلى نازحين ومهجرين في بلادهم أو خارج بلادهم.

كما شدد في ختام تصريحاته على أنّ “الموقف خطير جدًا ولا يوجد من يردع نتنياهو ولا من يضع حدًا لهذه السياسات التي تعكس أزمته الداخلية ورغبته في البقاء بالسلطة بعيدًا عن الاعتبارات والتداعيات الإقليمية والسياسية على المستوى الإقليمي لهذه الخطوات المأزومة، والتي تدفع نحو مزيد من التصعيد في الإقليم بأكمله”.

خطة إستراتيجية خبيثة وتطهير عرقي

بدوره قال الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، معاذ الخوالدة، إن التصعيد العسكري الصهيوني في الضفة الغربية، والمتمثل في نشر الدبابات والمدرعات العسكرية لأول مرة منذ أكثر من عشرين عامًا، يشكل عدوانًا غاشمًا وخطوةً استراتيجيةً خبيثة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا، في محاولةٍ مكشوفة لاستدعاء ما يسمى بـ”الخيار الأردني”، الساعي لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن.

وأضاف الخوالدة في تصريح صحفي وصل المركز الفلسطيني للإعلام: أن هذا العدوان الاستعماري يستهدف تفريغ الضفة الغربية من أهلها الصامدين، في ظل تصريحات صهيونية متطرفة، على رأسها تهديدات الوزير كاتس بعدم السماح بعودة الفلسطينيين إلى مخيماتهم في جنين وطولكرم ونور شمس، وهو ما يعكس توجه الاحتلال نحو سياسة تطهير عرقي جديدة تسعى لتقويض الهوية الفلسطينية وإعادة إنتاج نكبة جديدة للشعب الفلسطيني.

المقاومة هي الرد الوحيد على العدوان

وأكد الخوالدة أن هذا المخطط لن يمر، بفضل صمود الشعب الفلسطيني وثبات مقاومته الباسلة، التي ستظل السد المنيع في وجه الاحتلال ومؤامراته. كما شدد على أن الموقف الأردني الوطني موحدٌ في مواجهة هذه التهديدات، بدءًا من أعلى مستويات الدولة وحتى آخر مواطن، مشيرًا إلى أن الأردن لن يكون طرفًا في أي مشروع يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، بل سيظل في الخندق الأول للدفاع عن وطنه وأمته.

دعم المقاومة ليس ترفا سياسيا

وشدد على أن دعم المقاومة الفلسطينية ليس ترفًا سياسيًا، بل مصلحة وطنية أردنية عليا، فالمشروع الصهيوني يهدد الأردن كما يهدد فلسطين، والتصدي له واجب وطني وقومي.

ودعا الخوالدة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته أمام هذا التصعيد الخطير، مؤكدًا أن الصمت عن جرائم الاحتلال هو شراكة في العدوان. كما طالب القوى الفلسطينية والعربية وأحرار العالم بالوقوف صفًا واحدًا ضد الغطرسة الصهيونية، التي باتت جرائمها الفاشية واضحة أمام الجميع.

إمعان في حرب الإبادة

قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في جنين ومناطق شمال الضفة الغربية، والدفع بتعزيزات عسكرية ودبابات لأول مرة منذ سنوات، يكشف بوضوح نوايا الاحتلال الخطيرة في الإمعان بحرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، ومواصلة سياسة التدمير والتخريب غير المسبوق.

وأضافت حماس في تصريح صحفي وصل المركز الفلسطيني للإعلام، يوم الأحد، أن قرار الاحتلال بتوسيع عدوانه في الضفة الغربية، واستمراره في حملات التهجير القسري التي طالت أكثر من 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة، يستدعي من جميع مكونات شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة تشكيل جبهة موحدة للتصدي لهذه الجرائم الوحشية.

فصل جديد من العدوان

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدأ الأحد، فصلاً جديداً من العدوان على جنين ومخيمها في شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث تشهد المنطقة عملية عسكرية عدوانية منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأعلن جيش الاحتلال أن وحدة من الدبابات ستعمل داخل جنين، مشيرا إلى توسيع عملياته الهجومية، وبدأت قوات من لواء ناحال ووحدة دوفدفان العمل في قرى أخرى بجنين.

وأكد جيش الاحتلال أن عدوانه الذي يشنه على جنين تحت اسم “الجدار الحديدي” سيتواصل في جنين وطولكرم.

وجاء الإعلان الإسرائيلي بعد تنفيذ اقتحام واسع لبلدة قباطية جنوب جنين؛ إذ يواصل الاحتلال اقتحام البلدة، منذ ساعات، وسط عمليات تجريف للبنية التحتية.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات