أخبار حياة – ما زالت أصداء التعاطف الجماهيري العالمي مع الشعب الفلسطيني ومقاومته تزداد وتتعاظم حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار في الـ 19 من كانون أول الماضي؛ حيث شهد أحد جوانب هذا التعاطف -متمثلاً في التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي- تصدُّر وسمٍ يعبر عن التضامن -بل والاعتزاز- بالمقاومة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية حماس، وذلك ردًّا على ناشطة إسرائيلية حاولت الاشتراك في الحملات الإسرائيلية لتشويه الحركة.
وعلى منصة “إكس” حوّل النشطاء الجملة التحريضية التي أطلقتها الناشطة الإسرائيلية إلى مظاهرة في حب حركة حماس، مُعبّرين عن إقرارهم بحق مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي على أرضه، وأن حماس تستحق التكريم بسبب الدور الذي تقوم به في تصدُّر فصائل المقاومة وإلحاق الهزيمة بالاحتلال.
“في انتظار زيارة حماس لك ولعائلتك”.. كانت هذه العبارة هي التلميح الذي أطلقته الناشطة الإسرائيلية، في محاولة لإظهار أن حماس حركة إرهابية قاتلة، فتحوّلت الجملة إلى وسم يتصدر المنصة بعد أن استخدمه النشطاء في الرد على هذه الإسرائيلية، لإظهار دعمهم للحركة ونضالها، فلماذا أطلقت الناشطة الإسرائيلية هذه العبارة؟ وكيف ارتدت عليها بغير ما تحب؟.
بدأت القصة حين قامت ناشطة أيرلندية تُدعى “جوردز” بكتابة منشور على صفحتها، قالت فيه: “الشعب الأيرلندي لا يتظاهر بأنه مضطهد مثل الفلسطينيين.. أيها الأميركيون والبريطانيون الأغبياء ذوو العقول الاستعمارية… لن تفهموا ذلك لأنه يتطلب تعلم معنى التضامن، وهو ما تجهلونه تمامًا”.
Irish people are not “pretending they’re as oppressed as the Palestinians” you stupid colonial brained yanks n Brits quote tweeting me. You wouldn’t understand this as it involves learning the meaning of solidarity of which you have none.
— Jords (@jordsjailacc) February 19, 2025
🇮🇪🇵🇸🫶
الناشطة جوردز -المعروفة بتضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعمها لقضيته- تقوم كثيرًا بالحديث عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وتُعلن دعمها الدائم لحق الفلسطينيين في مقاومة كيان الاحتلال، وكان هذا المنشور تعبيرًا جديدًا عن هذا التضامن الإنساني الذي تُقره الأعراف والقوانين الدولية في حق كل شعب يتعرض للاحتلال.
الجمهور الإسرائيلي الذي راهنت حكومته على الدعم الغربي لها في محاولة تشويه حركات المقاومة، وفي صدارتها حركة حماس، أصبح الآن في ورطة كبيرة بعد أن تحوّل الرأي العام العالمي إلى داعم للفلسطينيين وفاضحٍ لممارسات الاحتلال العدوانية والتي ظهرت وحشيتها خلال الحرب التي استمرت أكثر من 15 شهرًا وراح ضحيتها أكثر من 170 ألفًا بين شهيد وجريح، مُعظمهم من النساء والأطفال.
وكان من بين هذه الصدمات ما حدث لإحدى الناشطات الإسرائيليات تُدعى “مالو” نتيجة التضامن الذي أظهرته الأيرلندية “جوردز” في منشورها الأخير، فردّت عليها “مالو” بما يوحي أن جوردز تتعاون مع حركة حماس وأن الحركة سوف ربما تزورها هي وعائلتها، فكتبت “مالو” تعليقًا على المنشور جملة “في انتظار زيارة حماس لك ولعائلتك”، لكنها فوجئت بردود أفعال واسعة جعلت من عبارتها وسمًا متصدرًا لمنصة “إكس”، بعبارة: #When_Hamas_Visits_My_Family
Irish people are not “pretending they’re as oppressed as the Palestinians” you stupid colonial brained yanks n Brits quote tweeting me. You wouldn’t understand this as it involves learning the meaning of solidarity of which you have none.
— Jords (@jordsjailacc) February 19, 2025
🇮🇪🇵🇸🫶
ووجدت “مالو” تعليقها قد تحول إلى وسم أعيد نشره في أكثر من 8 آلاف تغريدة، مرفقين معه صورًا ومقاطع مصورة تظهر دعمهم لحركة حماس وحقها في مقاومة الاحتلال، وكانت التفاعلات متنوعة بين الترحيب بحماس -حين تأتيهم في زيارة- وتقديم الوجبات الحلال لها، واستخدام رموز الحركة وشعاراتها.
وقد حظي الوسم بتفاعل ضخم؛ حيث تجاوز عدد المشاركين فيه 37 مليون شخص على مختلف الجنسيات، وقد أظهر النشطاء من خلال هذه الحملة دعمهم الصريح للقضية الفلسطينية ورفضهم للتعليقات التي تستهدف الفلسطينيين أو مناصريهم.
ومن أبرز مظاهر التفاعل مع الوسم رسائل ضيافة رمزية، فبدأ النشطاء من مختلف دول العالم بنشر صور لأشهر الأطعمة التقليدية في بلادهم، مرفقة برسائل تشير إلى أنهم سيستقبلون حماس بضيافة مميزة عند زيارتهم.
واستخدم آخرون رموز التضامن مع المقاومة حيث ارتدى بعض النشطاء قمصانًا تحمل المثلث الأحمر المقلوب، الشهير باستخدامه من قبل كتائب عز الدين القسام، ذراع المقاومة المسلحة لحركة حماس، أثناء تحديد أهداف جيش الاحتلال في غزة.
#WhenHamasVisitMe Dress like these Japanese cosplayers with a toy gun available here to show my support for their recognized right to resist Israeli occupation, including through armed struggle. pic.twitter.com/3oU6qtNUkc
— 🇵🇸🇯🇵Thoton Akimoto (@AkimotoThn) February 23, 2025
وعلّق ناشط آخر بالقول: “سأشعر بالفخر والتكريم إذا زارتني حماس وعائلتي. سأقيم لهم حفلًا كبيرًا يليق بهم”، بينما قال آخر: “أنا وعائلتي في انتظار زيارة حماس لنا”، أما الناشط الياباني توتون أكيموتو كتب قائلًا: “أرتدي مثل هؤلاء اللاعبين اليابانيين لإظهار دعمي لحق الفلسطينيين، بما في ذلك النضال المسلح ضد الاحتلال”.
“عندما تزورني حماس وتزور عائلتي.. نحن رومانيون وسنجعل الطعام حلالا”.. كانت هذه إحدى العبارات الطريفة التي كتبها ناشط شارك في التعليقات بالوسم، فيما نشر بعضهم صورًا لمأدبة طعام، معلقًا عليها بالقول: “الضيوف المفترضون هم حركة حماس”.
وكتب آخر: “عندما تزورني حماس.. أنا بولندي، سيكون هناك الكثير من “البولكا” (رقصة شعبية تعبر عن المرح)”، في حين سخر أحدهم من المدونة الإسرائيلية “مالو” قائلا: “يا مالو.. هل يمكننا إجراء اختبار الحمض النووي لك لنعلم موطنك الأصلي؟”.
When Hamas visit my family. Hopefully they’ll love Nasi lemak, hainanese chicken rice, spring rolls and fried noodles. I made all these dishes by the way. By myself. Some fusion Asian food. https://t.co/O1HOaZZBlm pic.twitter.com/zbRBLWeXEu
— Morningstar 🇵🇸 🔻 (@MissRinaIdrus) February 24, 2025