خسر ترمب وربح زيلنسكي

نضال عواد شديفات

كان اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع الرئيس الأوكراني زيلنسكي. هذا اللقاء، الذي كان من المفترض أن يكون منصة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، تحول إلى مثال صارخ على الغرور والعنجهية الاستعمارية التي يمكن أن تسيطر على سياسات بعض القادة.

ترمب، الذي اشتهر بأسلوبه الصدامي والاستفزازي، لم يتردد في إظهار سلوكيات غير لائقة بزعيم أكبر دولة في العالم. بدلاً من أن يعامل زيلنسكي كشريك وضيف، تعامل معه وكأنه تابع أو موظف يجب أن ينفذ الأوامر دون نقاش. هذا التصرف لم يكن فقط انعكاسًا لشخصية ترمب المتغطرسة، بل كان أيضًا تعبيرًا عن نظرة استعلائية تجاه دول تعتبر نفسها حليفة للولايات المتحدة.

كلمات ترمب ونائبه خلال اللقاء أظهر افتقارًا واضحًا للأدب السياسي واحترام الضيف. أوكرانيا، التي كانت تعتبر من أكثر الدول قربًا لأميركا في فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وجدت نفسها في موقف محرج. بدلاً من أن تحصل على الدعم الذي تحتاجه في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، وجدت نفسها في موقف المساومة على سيادتها واستقلالها.

ترمب تصرف وكأنه زعيم مافيا، يفرض شروطه على الآخرين دون أي اعتبار لمشاعرهم أو مصالحهم الوطنية. هذا النهج في التعامل مع الحلفاء ليس فقط غير مقبول، بل إنه يضعف الثقة في الولايات المتحدة كشريك دولي. فبدلاً من أن تكون أميركا رمزًا للديمقراطية وحقوق الإنسان، أصبحت تحت قيادة ترمب رمزًا للقوة المفرطة والاستغلال
في مواجهة هذا الضغط، أظهر الرئيس الأوكراني قوة شخصية وحنكة سياسية نادرة. برفضه التوقيع على الصفقة التي كانت إدارة ترمب تعد العدة لها دون مناقشة، وجه زيلنسكي صفعة قوية لترمب وإدارته. هذا الرفض لم يكن فقط دفاعًا عن سيادة أوكرانيا، بل كان أيضًا رسالة واضحة للعالم بأن الشعوب والدول لديها كرامة لا يمكن المساومة عليها.

زيلنسكي، الذي جاء من خلفية غير تقليدية كفنان كوميدي قبل دخوله عالم السياسة، أثبت أنه قادر على الوقوف في وجه الضغوط الدولية

تصرفات ترمب وإدارته خلال هذه الأزمة كانت مثالًا على كيف يمكن للغرور والأنانية أن يقودا دولة عظمى إلى طريق الهلاك. أميركا، التي كانت يومًا ما رمزًا للحرية والديمقراطية، وجدت نفسها تحت قيادة ترمب في موقف يهدد مصداقيتها وقدرتها على قيادة العالم.

في النهاية، يمكن القول إن ترمب خسر في هذه المعركة، ليس فقط لأن زيلنسكي رفض الانصياع لشروطه، بل لأن العالم رأى الوجه الحقيقي لسياسات ترمب الاستعلائية….. وأظهرت عدة دول كبيرة توجهات للابتعاد عن الفلك الأمريكي.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات