ضياء الأغا .. عودة إلى الحرية بعد 33 عامًا من الاعتقال

أخبار حياة – بعد 33 عامًا من الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عاد ضياء الأغا أخيرًا إلى أحضان والدته ومدينته خان يونس، حيث لم تطأ قدماه منزله منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره.

وانتزعت المقاومة حرية البطل ضياء في أول أيام رمضان، ليكون أول إفطار له مع والدته نجاة الأغا بعد عقود من الحرمان، لكنها لحظة امتزجت بفرحة ناقصة وألم متجذر.

رحلة معاناة خلف القضبان

لم يكن الاعتقال مجرد سنوات ضائعة، بل تجربة مليئة بالقهر والقمع.

يتحدث الأغا عن محطات التنكيل الممنهج، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة كان أشد قسوة حتى من سنوات السجن ذاتها.

يقول: “خلال فترة العدوان، كنا نواجه تعذيبًا ممنهجًا، حيث منعونا من الطعام والشراب والعلاج، وزادت الاقتحامات والاعتداءات علينا، خاصة ضد الأسرى من غزة. كانت تلك الأيام أكثر إيلامًا من كل سنوات اعتقالي مجتمعة، وفق تصريحات تابعها المركز الفلسطيني للإعلام.

ويضيف أن إدارة السجون استخدمت أساليب التجويع المتعمد، إذ باتت الوجبات لا تكفي إلا لإبقاء الأسير على قيد الحياة فقط، ما أدى إلى تدهور صحة المعتقلين وفقدانهم أوزانهم بشكل ملحوظ.

أمٌ صامدة وأمل لا ينكسر

بالنسبة لوالدته نجاة الأغا، كان شبح الموت يطاردها قبل أن تنال فرصة احتضان ابنها من جديد، فقد رحل والده عام 2005 بينما كان ضياء قابعًا خلف القضبان، ولم يُسمح له بتوديعه.

ومع اقتراب موعد الإفراج عنه، كادت أن تفقد الأمل بعد تأجيل الاحتلال لإطلاق سراحه في اللحظات الأخيرة، مما أدى إلى تدهور صحتها من شدة القهر والخوف من ألا تراه حرًا.

تقول الحاجة نجاة: “ضياء لم يعد ابن السابعة عشرة، بل خرج إلى الحرية في الخمسين من عمره. كان رمضان يمر علينا كئيبًا طوال هذه العقود، وها هو اليوم يجلس أخيرًا على مائدتنا، لكن قلبي لا يزال مع الآلاف من الأسرى الذين لم تتح لهم هذه الفرصة”.

لم تكتفِ نجاة بانتظار ابنها بصمت، بل جابت العالم ضمن وفود هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حاملة رسالة المعتقلين، كما لم تتخلَّ يومًا عن المشاركة في الاعتصامات الأسبوعية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمطالبة بالإفراج عن الأسرى.

فرحة منقوصة ونداء للحرية

على الرغم من استنشاقه نسائم الحرية، إلا أن الأغا يؤكد أن فرحته لن تكتمل إلا بتحرير جميع الأسرى، حيث ترك خلفه آلاف المعتقلين في ظروف أشد قسوة من أي وقت مضى.

فمنذ العدوان الإسرائيلي الأخير، استُشهد 60 أسيرًا داخل السجون، فيما لا يزال آلاف الأسرى يقبعون في المعتقلات، وسط تعتيم دولي على معاناتهم.

يُذكر أن 456 أسيرًا أُفرج عنهم ضمن الدفعة السابعة من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث وصلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي وقد بدت عليهم آثار الإنهاك والتعذيب.

هكذا عاد ضياء الأغا إلى والدته بعد ثلاثة عقود، لكن قلبه لا يزال معلقًا هناك، خلف القضبان، حيث ترك إخوته في الأسر، ينتظرون لحظة حرية قد تأتي أو تتأجل كما تأجلت عودته لسنوات طويلة.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات