الأردن يخسر أشباه موصلات بـ “سيلكا” فهل نخسر الغليوم؟

رامي شاهي

نيتريد الغاليوم (GaN) مقابل السيليكون (Si) في أشباه الموصلات وتأثيره على الصناعات والتكنولوجيا

1. ما هو نيتريد الغاليوم (GaN)؟

نيتريد الغاليوم (GaN) هو مادة شبه موصلة تستخدم بشكل متزايد كبديل للسيليكون (Si) في العديد من التطبيقات الإلكترونية، وخاصة في مجالات الطاقة العالية والترددات العالية. يتميز GaN بخصائص كهربائية وحرارية متفوقة تجعله مثاليًا في الصناعات المتطورة مثل الاتصالات، الطاقة، والدفاع.

2. مقارنة بين GaN والسيليكون (Si)

3. انعكاسات GaN على الصناعات والتكنولوجيا

أ. قطاع الاتصالات والجيل الخامس (5G)

يدعم GaN تشغيل أجهزة الاتصالات في ترددات أعلى بكفاءة أعلى.

يحسن أداء محطات 5G ويقلل من فقدان الإشارة.

ب. الإلكترونيات الاستهلاكية

يستخدم في الشواحن الفائقة السرعة لشحن الهواتف والأجهزة بسرعة أكبر.

يحسن أداء أجهزة الطاقة العالية مثل الحواسيب المحمولة والخوادم.

ج. الدفاع والاتصالات العسكرية

يدعم تطوير الرادارات عالية الأداء وأنظمة الحرب الإلكترونية.

يمكن استخدامه في تطوير أجهزة التشويش والمراقبة العسكرية.

د. صناعة الطاقة المتجددة

يزيد من كفاءة محولات الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح.

يقلل من فقدان الطاقة في إلكترونيات التحكم في الطاقة.

هـ. السيارات الكهربائية

يعزز أداء محركات السيارات الكهربائية من خلال تقليل فقدان الطاقة وزيادة كفاءة الشحن.

يساعد في تصميم محولات طاقة أصغر حجمًا وأكثر كفاءة.

4. لماذا يعد GaN استراتيجياً في السباق التكنولوجي العالمي؟

التنافس بين الصين وأمريكا: تسعى الصين للريادة في أشباه الموصلات وتطوير إلكترونيات تعتمد على GaN لكسر الاعتماد على السيليكون الأمريكي.

تفوق تقني في الصناعات العسكرية: يمكن أن يوفر GaN أفضلية استراتيجية في تطوير أسلحة وأنظمة دفاع أكثر تطورًا.

كفاءة الطاقة والاستدامة: يقلل استهلاك الطاقة في الإلكترونيات، مما يدعم التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.

5. التحديات أمام تبني GaN بالكامل

التكلفة: ما زالت تكلفة تصنيع GaN مرتفعة مقارنة بالسيليكون.

البنية التحتية: معظم خطوط الإنتاج مصممة للسيليكون، مما يجعل التحول إلى GaN يحتاج استثمارات ضخمة.

الإنتاجية: لا يزال إنتاج الرقائق الكبيرة من GaN صعبًا مقارنة بالسيليكون.

نيتريد الغاليوم (GaN) يمثل ثورة في أشباه الموصلات، حيث يتفوق على السيليكون في العديد من المجالات الحرجة مثل الاتصالات، الطاقة، والدفاع. على الرغم من التحديات التي يواجهها، فإن الاستثمارات المتزايدة في GaN، خاصة من الصين، قد تؤدي إلى تغيرات جذرية في توازن القوى التكنولوجية العالمية.

الغاليوم في الدول العربية وفرص الأردن في هذا المجال

1. تواجد الغاليوم في الدول العربية

الغاليوم هو عنصر نادر لا يتواجد بشكل حر في الطبيعة، بل يُستخلص كمنتج ثانوي من معالجة خامات الألومنيوم (البوكسيت) والزنك. حاليًا، لا توجد معلومات موثوقة تشير إلى وجود احتياطيات كبيرة أو إنتاج ملحوظ للغاليوم في الدول العربية. يُذكر أن الصين تهيمن على إنتاج الغاليوم عالميًا، حيث تنتج حوالي 80% من الإمدادات العالمية.

2. فرص الأردن في مجال الغاليوم

على الرغم من عدم وجود معلومات محددة حول احتياطيات الغاليوم في الأردن، إلا أن المملكة تمتلك إمكانيات واعدة في مجال المعادن النادرة والاستراتيجية. في عام 2023، أعلنت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية عن نتائج مشجعة لعمليات التنقيب عن عناصر مثل النحاس والليثيوم والذهب، بالإضافة إلى الزنك والرصاص في جنوب المملكة. أشارت الاختبارات الأولية إلى وجود تراكيز عالية للعناصر الفلزية في منطقة سمرة الطيبة.

بالنظر إلى أن الغاليوم يُستخلص عادةً من خامات الألومنيوم والزنك، فإن اكتشاف وتطوير مناجم لهذه المعادن في الأردن قد يفتح الباب أمام إمكانية استخراج الغاليوم كمُنتج ثانوي. هذا يتطلب استثمارات في البنية التحتية والتكنولوجيا اللازمة لمعالجة هذه الخامات واستخلاص الغاليوم.

3. التوصيات لتعزيز فرص الأردن في هذا المجال

البحث والاستكشاف: تشجيع الدراسات الجيولوجية لتحديد وجود خامات البوكسيت والزنك التي قد تحتوي على الغاليوم.

التعاون الدولي: إقامة شراكات مع دول وشركات رائدة في مجال استخراج ومعالجة المعادن النادرة للاستفادة من خبراتها وتقنياتها.

تطوير البنية التحتية: الاستثمار في إنشاء مرافق معالجة المعادن وتوفير التكنولوجيا اللازمة لاستخلاص الغاليوم والمعادن النادرة الأخرى.

التدريب والتأهيل: تأهيل الكوادر المحلية في مجالات التعدين ومعالجة المعادن لتعزيز القدرات الوطنية في هذا القطاع.

من خلال هذه الخطوات، يمكن للأردن تعزيز مكانته في سوق المعادن النادرة والاستفادة من الفرص الاقتصادية والتكنولوجية المرتبطة بها.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات