الشيكل يتراجع أمام الدولار، مع تعثر بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

أخبار حياة – في ظل التوترات المتصاعدة على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شهدت الأسواق المالية الإسرائيلية تشويشاً جديداً، إثر تعثر بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وانعكس ذلك بشكل مباشر على قيمة الشيكل الإسرائيلي، الذي سجل تراجعاً ملحوظاً أمام سلة عُملات رئيسية في مقدمتها الدولار الأمريكي، ما يثير مخاوف جديدة بشأن استقرار الاقتصاد الإسرائيلي في ظل استمرار الأزمة.
وُيصرف الشيكل الإسرائيلي مقابل الدولار الأمريكي بـ3.62 اليوم الأربعاء، في حين لم يتجاوز سعر الصرف حاجز 3.57 خلال الأسبوع الماضي.
– ضغوطٌ على المسارين الاقتصادي والسياسي أدت إلى تراجع الشيكل
المُستشار الاقتصادي ومدير المنتدى الاقتصادي العربي عمر فندي، يشير إلى أن الشيكل يواجه ضغوطاً في المسارين الاقتصادي والسياسي، ويوضح في حديثه لـ”نشرة وطن الاقتصادية”، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، أن بنك إسرائيل المركزي لم يستطع مجاراة البنوك المركزية في العالم، واستمر بإقرار فائدة مرتفعة على الشيكل.
وأبقى بنك إسرائيل على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 4.5% للاجتماع التاسع على التوالي في 24 شباط – فبراير 2025، متماشياً مع توقعات السوق، وذلك بعد ارتفاع مؤقت في التضخم، ومع استمرار النشاط الاقتصادي في التعافي بشكل معتدل، وسط التطورات الجيوسياسية العالمية.
– ماذا فعلت أسعار الفائدة المُرتفعة على الشيكل؟ وكيف أدت إلى تدفق العُملات الأجنبية للسوق الإسرائيلية؟
ويقول فندي إن أسعار الفائدة المُرتفعة على الشيكل، أدت إلى تدفق العُملات الأجنبية للسوق الإسرائيلية على شكل ودائع (ودائع دولارية)، تبحث عن نسبة فائدة عالية، وهو الأمر الذي أدى إلى انخفاض قيمة الدولار وارتفاع قيمة الشيكل.
و سجل الدولار تراجعاً أمام العُملات الأخرى، في ظل المخاوف بشأن سياسة الرسوم الجمركية الأميركية، وفي تعليقه على ذلك يقول فندي إن الاقتصاد الأمريكي يُعاني من تحديات وأزمات، جراء ابتعاد المُستثمرين والبحث عن مجالات أكثر أمناً وضماناً.
– على المسار السياسي.. تتزايد المُخاوف مع تقدم الوقت
وعلى المسار السياسي ويُعتبر عاملاً ضاغطاً بشكل أساسي، أدى إلى تراجع الشيكل أمام العُملات الأخرى، وذلك مع تعثر بدء المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، واستمرار حكومة بنيامين نتنياهو في الحرب على 4 جبهات “غزة ولبنان وسوريا وإيران”، يقول فندي.
ويُضيف، تتزايد المُخاوف مع تقدم الوقت بشأن نجاح سياسات نتنياهو، وهو الأمر الذي قد يدفع الشيكل إلى مزيد من الانخفاض والدولار إلى مزيد من الارتفاع، رغم أزمات الدولار مع قرارات ترامب فرض رسوم جمركية باهظة على كندا والمكسيك والصين.
– الاقتصاد الإسرائيلي في مواجهة التوترات
ويأتي تراجع الشيكل في سياق أوسع من التأثيرات الاقتصادية التي سببتها الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تواجه إسرائيل ضغوطاً مالية متزايدة، من ارتفاع العجز المالي إلى تراجع ثقة المستثمرين.
ويرى محللون أن استمرار حالة عدم الاستقرار، قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في الأسواق المالية، مما يفاقم التحديات الاقتصادية التي تواجهها إسرائيل.