أخبار حياة – أكد الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أنَّ الإسلام اهتم اهتمامًا كبيرًا بالمرأة لأنها اللبنة الأولى في تكوين الأسرة؛ فإذا صلحت هذه اللبنة صلح المجتمع، ولقد رفع الإسلام قدر المرأة، وأكرمها في جميع مراحلها العمرية منذ ولادتها طفلة حتى شيخوختها؛ فوضع لها حق الرضاع والرعاية، وإحسان التربية، وعند زواجها أوجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها، وإذا كانت أُمًا جعل برُّها مقرون بحق اللَّه، وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها؛ فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يُسَفَّه لها رأي، وقد لخص البعض فضل المرأة ومكانتها في جميع مراحل عمرها بقوله: ما رأيت كالأنثى فضلًا تُدخلُ أباها الجنة طفلة، وتُكملُ نصف دين زوجها شابة، والجنةُ تحت قدميها أُمًا.
وتابع «عمارة»، خلال خاطرة التراويح الليلة، أنَّ الإسلام أقر للمرأة حق الإرث بعد أن كانت لا ترث في الجاهلية، وكانوا يقولون في ذلك: “لا يرثنا إلا من يحمل السيف”، وفرض للمرأة على زوجها مهرا وصداقا من حقها لا يأخذ أحد منه شيئا إلا بطيب نفس منها؛ فقال تعالى: {وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء: 4]، وما أجمل قول عمر بن الخطاب –رضي اللَّه عنه– في المقارنة بين وضع المرأة في الجاهلية والإسلام :”واللَّهِ إنْ كُنا في الجاهلية ما نعدُّ للنساء أَمرًا حتى أنزل اللَّهُ فيهنَّ ما أَنْزل وقسم لهن ما قسم”.
وقال الدكتور صفوت عمارة، إنَّ المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر ومسئولة عنه، ولقد ظل النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يوصي بالنساء إلى أن لحق بالرفيق الأعلى؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «… واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خلقن من ضلعٍ، وإنَّ أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا» [رواه البخاري ومسلم]، أي: تواصوا فيما بينكم بالإحسان إليهن؛ مشيرًا إلى أن القرآن الكريم أعلى من قيمة المرأة في المجتمع وأفرد لها سورة كاملة وسماها بسورة النساء وكذلك سورة مريم، وسورة الطلاق،، وسورة المجادلة إضافة إلى ذلك لا تخلو سور القرآن الكريم من تناول فضل المرأة وبيان أهميتها في جميع مناحي الحياة كونها عصب المجتمع.
وأشار الدكتور صفوت عمارة إلى ورع نساء السلف في حرصهن على حق غيرهن في الميراث؛ فيروي ابن الجوزي: أن امرأة من الصالحات كانت تعجن عجينة، فبلغها وهي تعجن موت زوجها، فرفعت يدها منه، وقالت: “هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء”، وفي عصرنا الحاضر تضرب لنا المرأة الفلسطينية المثل في الصمود والشجاعة والتَّمسك بالوطن، رغم كل ما تتعرَّض له من اعتداءات.