أخبار حياة – أكد المحلل السياسي، الدكتور عامر السبايلة، أن الأردن يعيش حالة من القلق والتوجس إزاء التطورات القادمة في المنطقة، مشيرا إلى أن البلاد عانت خلال السنوات الماضية من تنامي ظاهرتي تهريب المخدرات وتهريب السلاح، واللتين لم تعودا مجرد ظاهرة في سوريا بل أصبحتا حالة مستوطنة.
وأوضح السبايلة خلال حديثه لبرنامج استوديو التحليل، أن جميع المؤشرات تدل على عودة التهريب بشكل قوي، مع دخول أطراف جديدة مرتبطة بالإرهاب وتهريب الأسلحة، مما يفرض على الأردن البحث عن شركاء في محيطه الجغرافي سواء من الدول التي تعاني من الظاهرة نفسها أو التي يمكن أن تساعد في بناء استراتيجية فعالة لمواجهتها.
وأضاف أن هذه الاستراتيجية تعتمد على عدة أبعاد أبرزها البعد الاستخباري والعسكري والسياسي، مؤكدا أن الأردن يسعى إلى بناء نموذج تعاوني إقليمي يمكنه من القضاء على هذه الظاهرة من جذورها، والاستعداد لأي تطورات مستقبلية قد تشهد تصاعد خطر الإرهاب وتهريب المخدرات.
وأشار السبايلة إلى أن الأردن مضطر اليوم للانخراط في حوار مع مختلف الأطراف، لاسيما تركيا، التي أصبحت لاعبا أساسيا في المشهد السوري، موضحا أنه لا يمكن تجاهل وجودها القوي في سوريا أو عدم بناء قنوات اتصال معها، خاصة في ظل الملفات المشتركة، مثل ملف اللاجئين السوريين.
وفي سياق متصل، أوضح أن التحديات الأمنية التي يواجهها الأردن اليوم ترتبط بشكل وثيق بالوضع في سوريا، وأن سقوط النظام السوري أسهم في إعادة تشكيل التهديدات في المنطقة، مما دفع الأردن إلى تبني مقاربة جديدة قائمة على بناء علاقات متوازنة مع جميع الأطراف وتعزيز التعاون الأمني.
وأضاف أن تقارب الأردن الأخير مع تركيا لا يعني القطيعة مع الإدارة السورية.
وبين أن جميع مكونات المجتمع السوري تعاملت مع الإدارة الجديدة على أنها مرحلة انتقالية تهدف إلى تجنب الفوضى.
وأكد أن التحدي الأساسي يكمن في قدرة الإدارة السورية على التعامل مع مختلف المكونات داخل البلاد، وبناء حل سياسي شامل يقنع الجميع بإمكانية الانتقال من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة مستقرة ومستدامة.
وأشار السبايلة إلى أن التحديات التي تواجه الإدارة السورية لا تقتصر فقط على التدخلات الخارجية كالتحركات الإسرائيلية في سوريا، بل تشمل أيضا عدم قدرتها على تقديم مشروع سياسي حقيقي يرضي مختلف الفئات مثل الأكراد والدروز والأقليات الأخرى رغم الدعم العربي غير المسبوق الذي حصلت عليه.
وأضاف أن المنطقة دخلت في مرحلة جديدة من التصعيد مما يفرض على جميع الأطراف قراءة المشهد بدقة وبناء علاقات متوازنة ووضع تصورات واضحة لمواجهة التحديات القادمة.
وفي ختام حديثه، أوضح أن الواقع المتشكل في سوريا يجعل الجميع في حالة ترقب، حيث لا تزال هناك احتمالات كبيرة لتطورات قد تعيد رسم المشهد، سواء من خلال تحركات إيران، التي تسعى إلى تعطيل أي استهداف لها عبر خلق مناخات تصعيد قرب إسرائيل، أو من خلال إسرائيل نفسها، التي تعتقد أن استقرار الوضع الجغرافي في سوريا قد يسمح لها بالعودة إلى أولوياتها السابقة، وعلى رأسها ملف إيران.