الاردن بين احلام اليقظة التكنولوجيه و وواقع الحال

د. رامي شاهين

تحليل استراتيجي لتقليل Diffusion Lag وتحويل الأردن إلى عاصمة التكنولوجيا في الوطن العربي لتحقيق هذا الهدف، علينا معالجة الفجوة التكنولوجية بأسلوب تحليلي رقمي واقعي، مع فهم تجمعات التكنولوجيا المسيطرة عالميًا وتأثيرها على هيمنة التكنولوجيا. سنستخدم تحليلًا عدديًا لمفاتيح النجاح، مع التركيز على كيفية مواجهة التحديات وإقناع المجتمع بأن هذا هو التحدي الحقيقي.

  1. الاستثمار في البحث والتطوير (R&D) – مفتاح التحكم بالزمن التكنولوجي

تحليل رقمي:

نسبة الإنفاق على البحث والتطوير في الأردن لا تتجاوز 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما في فلسطين المحتله تتجاوز 4.5%، وفي كوريا الجنوبية تصل إلى 4.8%.

إذا أراد الأردن تسريع تبني التكنولوجيا، يجب رفع الاستثمار إلى 2.5% على الأقل خلال السنوات الخمس القادمة.

إقناع المجتمع:

بدون أبحاث حقيقية، نبقى مجرد مستهلكين للتكنولوجيا وليس صانعين لها.

الشركات العالمية لا تحترم الأسواق التي لا تمتلك مراكز أبحاث قوية، وهذا يعني أننا مجرد زبائن في سوق الذكاء الاصطناعي، لا لاعبون فيه.

الفرق بين من يبني التكنولوجيا ومن يشتريها هو التحكم باللعبة.

  1. صناعة بيئة استثمارية تجذب عمالقة التكنولوجيا – كسر احتكار تجمعات التكنولوجيا

تحليل رقمي:

في Silicon Valley وحدها، تتجاوز استثمارات رأس المال الجريء 140 مليار دولار سنويًا.

في المنطقة العربية، دبي تستحوذ على أكثر من 60% من الاستثمارات التقنية، بينما الأردن يحصل على أقل من 5%.

الأردن يحتاج إلى صندوق سيادي تكنولوجي بقيمة 2 مليار دولار لضمان استقطاب الشركات العالمية.

إقناع المجتمع:

لا يمكننا بناء اقتصاد تكنولوجي إذا لم نشتري مقعدًا على الطاولة العالمية.

لماذا تذهب جميع الاستثمارات التقنية إلى دبي، أبوظبي، والرياض؟ لأن لديهم تجمعات استثمارية قوية، بينما الأردن ما زال يعتمد على استثمارات صغيرة لا تحدث فرقًا.

التجمعات التكنولوجية المسيطرة لا تترك لنا فرصة للنجاح إلا إذا بنينا بيئة منافسة بقوة المال والتسهيلات.

  1. بناء Tech Hubs وFree Zones تنافسية – السيطرة على جغرافية الابتكار

تحليل رقمي:

معدل استقطاب الشركات الناشئة في الأردن أقل بـ 4 أضعاف من الإمارات.

Bangalore في الهند استثمرت في مناطق تكنولوجية ساهمت في توفير أكثر من 3 ملايين وظيفة تقنية خلال 10 سنوات.

الأردن يحتاج إلى مدينة تكنولوجية حرة بمساحة 100 ألف متر مربع مع إعفاءات ضريبية لمدة 10 سنوات.

إقناع المجتمع:

الشركات لا تأتي إلى الدول لأنها تحبها، بل لأنها تحصل على مزايا مالية وتشغيلية.

لماذا يهاجر شبابنا إلى الخليج أو أوروبا؟ لأن البيئة في الأردن لا تسهّل لهم النجاح التكنولوجي.

لا يمكننا أن نبني بيئة تقنية بدون بنية تحتية تكنولوجية متقدمة وحوافز اقتصادية حقيقية.

  1. استقطاب العقول الأردنية المهاجرة – تسريع الاحتراف التقني

تحليل رقمي:

الأردن يصدر أكثر من 8,000 مهندس برمجيات سنويًا إلى الخارج.

70% من الأردنيين العاملين في قطاع التكنولوجيا يفضلون العمل خارج الأردن بسبب الفجوة في الرواتب والفرص.

إذا استعدنا 20% فقط من العقول المهاجرة، يمكننا بناء 500 شركة تقنية ناشئة خلال 5 سنوات.

إقناع المجتمع:

أمريكا والصين تخوضان حروبًا لاستقطاب العقول الذكية، فهل نترك عقولنا تهرب ببساطة؟

لا يمكن لدولة أن تبني اقتصادًا تقنيًا إذا كانت أفضل عقولها تعمل لصالح الآخرين.

العودة ليست قضية عاطفية، بل يجب أن نقدم للعقول الأردنية بيئة تنافسية قوية برواتب وحوافز.

  1. بناء حوكمة تقنية حديثة – تشريع المستقبل بدلًا من مطاردته

تحليل رقمي:

الأردن لا يزال متأخرًا في التشريعات التقنية، حيث تصدر القوانين بعد تأخر 5-7 سنوات عن التطورات العالمية.

الإمارات وضعت أول استراتيجية للذكاء الاصطناعي في 2017، بينما الأردن لا يزال يعتمد على قوانين قديمة للاتصالات والتكنولوجيا.

الأردن يحتاج إلى مجلس أعلى للتحول الرقمي بسلطات مستقلة لوضع تشريعات تكنولوجية متقدمة.

إقناع المجتمع:

لا يمكننا أن نكون عاصمة التكنولوجيا إذا كنا ننتظر سنوات لإصدار قانون جديد.

الشركات التقنية الكبرى لا تستثمر في الدول التي تعاني من بيروقراطية تنظيمية.

التحول الرقمي ليس رفاهية، بل هو مسألة سيادة وطنية واقتصادية.

الاستنتاج – كيف نكسر هيمنة تجمعات التكنولوجيا ونجعل الأردن لاعبًا رئيسيًا؟

ما يميز “Silicon Valley” ليس فقط المال، بل بيئة متكاملة تجمع بين المال، المهارات، القوانين، والابتكار الحر. الأردن لديه فرصة ل jordan valley إذا استطاع أن:

  1. يستثمر بجرأة في البحث والتطوير.
  2. ينشئ بيئة استثمارية تنافسية.
  3. يبني تجمعات تكنولوجية متقدمة.
  4. يعيد العقول الأردنية إلى الداخل.
  5. يوفر تشريعات تواكب العصر.

إذا لم نفعل ذلك، سنظل زبائنًا للتكنولوجيا بدلاً من صانعيها، وسنشاهد تجمعات التكنولوجيا الأخرى تتحكم بمستقبلنا التكنولوجي والاقتصادي.

مقالات ذات صلة

شارك المقال:

الأكثر قراءة

محليات