أخبار حياة – أكد المحلل السياسي الدكتور طارق أبو هزيم أن الاتفاق الأخير يمثل إطاراً واضحاً لمحاولة الوصول إلى تحقيق الغاية القصوى فيما يتعلق ببقاء سوريا موحدة ومستقرة.
وقال في حديث لبرنامج استديو التحليل، إن هذا الاتفاق جاء حسب المتابعين مفاجئاً، ولكنه يحمل في طياته كثيرا من الإيجابيات.
وأشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على مناطق استراتيجية كما أن لها وزناً في البعد العسكري، بالإضافة إلى تحالفاتها.
وأوضح أن الاتفاق الإطاري يمثل نقطة مهمة جدا في بداية الطريق، رغم وجود إشكاليات معينة في التفاصيل.
وأضاف أن مكونات الشعب السوري يجب أن تذهب نحو بناء سوريا متماسكة وقوية، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق جاء في إطار العبث الإسرائيلي ومحاولة تقسيم سوريا، وهو ما يمثل إعلانا واضحا فيما يتعلق بهذا الجانب.
كما أكد أنه يجب النظر إلى هذه الاتفاقيات وأيضا اتفاق السويداء، على أنها تمثل خطوة إيجابية، موضحاً أنها تحظى بدعم من دول الجوار وعلى رأسها الأردن.
ولفت إلى أن الموقف الذي عبّرت عنه دول الجوار خاصة الأردن، كان يمثل نقطة دعم لأن الهدف الواضح لهذه الدول هو أن تكون سوريا موحدة وقوية.
وأوضح أن هذه الخطوة لا تعني الوصول إلى نقطة النهاية، إذ قد تكون هناك إشكاليات في بعض التفاصيل ولكن الوصول إلى هذا الإطار يحمل في طياته رافعة قوية للذهاب بعيدا، خاصة في ظل التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري.
وأشار إلى أن بعض الدول الإقليمية وعلى رأسها إسرائيل وإيران لا تريد لسوريا أن تكون موجودة كدولة مستقرة في المنطقة.
وأكد أن الأثر العام لهذا الاتفاق إيجابي، لكنه شدد على أن ذلك لا يعني الوصول إلى الحل النهائي، خاصة مع وجود أصوات معارضة بعضها مرتبط بأجندات خارجية تحاول العبث بالمشهد.
وأضاف أن قوة الجذب لهذا الاتفاق أكبر من قوة الانفصال أو الاستقواء بإسرائيل أو غيرها، مؤكدا أن الاتفاقية جاءت ضمن مكون كبير يضم “قسد” المعروفة بقوتها، بالإضافة إلى جزء من السويدا، مما يعزز من قوة الاتفاق.
كما أشار إلى أن هناك عاملًا إقليميا مهما، حيث ترغب بعض دول الجوار مثل الأردن وتركيا وبعض الدول العربية، في دفع سوريا نحو هذا الاتجاه.
وفيما يتعلق بالتحليلات الإسرائيلية، أوضح أبو هزيم أن هناك صدمة إسرائيلية واضحة من الاتفاق حيث اعتبر مفاجئا ونظر إليه بسلبية.
وأكد أن هذا الاتفاق يجب أن يبنى عليه ويتم استكمال المسار، لافتا إلى أن القيادة السورية واعية وتدرك ما تفعل، خاصة أنها استطاعت التوصل إلى هذا الاتفاق مع المكون الكردي.
وختم أبو هزيم حديثه بالتأكيد على أن القيادة السورية قادرة على أن تذهب بسوريا إلى بر الأمان، رغم العبث الإسرائيلي غير المقبول في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن إسرائيل تمثل نقطة استعمارية جديدة في المنطقة، وتسعى لمنع استقرارها واستمرارها كما هي.