وفد أمريكي يتفقد الحدود اللبنانية.. وكاتس: باقون في خمسة مواقع إلى أجل غير مسمى

أخبار حياة – بعد نجاح الوساطة الأمريكية في تأمين الإفراج عن خمسة أسرى لبنانيين من السجون الإسرائيلية، قام وفد دبلوماسي وعسكري رفيع المستوى من السفارة الأمريكية في بيروت بجولة في القطاع الشرقي على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، برفقة قائد اللواء السابع في الجيش اللبناني، العميد طوني فارس. وشملت الجولة الاطلاع على الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني في البلدات الحدودية، بالإضافة إلى معاينة حجم الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في معظم مناطق القطاع خلال العدوان على لبنان.
وتزامنت هذه الجولة مع إعلان وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في خمسة مواقع جنوب لبنان إلى أجل غير مسمى، بحجة “حماية سكان الشمال”، وذلك بغض النظر عن المفاوضات الجارية بشأن النقاط الـ 13 المتنازع عليها على الحدود. كما وجّه كاتس الجيش الإسرائيلي إلى تحصين مواقعه في هذه النقاط الاستراتيجية والاستعداد للبقاء فيها لفترة طويلة.
بري: بالوحدة انتصرنا
في سياق متصل، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن “لبنان لن يقبل، تحت أي ظرف من الظروف ومهما بلغت الضغوطات، التخلي عن أي شبر من أرضه أو ذرة من ترابه أو أي من حقوقه السيادية”. وأكد أن لبنان سيلجأ إلى كل الوسائل المتاحة لحماية هذه الحقوق، صونها، وتحرير ما تبقى من أراضيه المحتلة من قبل إسرائيل.
وأمام زواره في عين التينة، أكد الرئيس بري قائلاً: “إن حفظ لبنان من حفظ الجنوب، وحفظه هو مسؤولية وطنية جامعة ويجب أن تكون نقطة إجماع ووحدة، لا نقطة اختلاف”. وأضاف: “صدقوني، إذا كنا موحدين، نستطيع تجاوز أي تحدٍ قد يواجه لبنان. بالوحدة انتصرنا، وبالانقسام والتشرذم عانى لبنان ما عاناه من ويلات ومخاطر هددت أساس وجود وطننا. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، الجميع مدعو إلى ترسيخ مناخات الوحدة واستحضار كل العناوين التي تقرّب بين اللبنانيين، والابتعاد عن كل ما يباعد بينهم”.
من ناحيته، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله “الشيخ علي دعموش “أن ما يتعرض له لبنان من احتلال واعتداءات واستباحة لسيادته هدفه الأساسي هو الضغط لاستدراجه نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، لكن شعبنا يرفض التطبيع مع العدو، ولن يسمح بأن يذهب لبنان نحو التطبيع مع هذا العدو الإرهابي الذي دمّر البلد”. وشدد في خلال خطبة الجمعة على أنه “كما لم يتأثر شعبنا بالضغوط في المراحل السابقة ولم تُسقطه الحروب والاعتداءات لن يسقط تحت وطأة الضغوط الامريكية والإسرائيلية الجديدة”. واعتبر أن “من واجب الدولة حماية بلدنا من مخاطر التطبيع، ومن أطماع العدو الذي يحاول بتواطؤ أمريكي الدفع نحو مفاوضات مباشرة مع اسرائيل، وربط اعادة الاعمار والدعم المالي الخارجي بشروط سياسية تؤدي إلى تجريد لبنان من عناصر قوته”.
وقال دعموش: “لن نقبل أن يخضع موضوع الاعمار لأي شروط سياسية أو غير سياسية، وما نريد أن نؤكد عليه أن مشروع إعادة الإعمار هو مسؤولية وطنية تقع على عاتق الدولة بالدرجة الأولى، ويجب أن تتحمل الدولة هذه المسؤولية بصورة جدية، وان تمنع العدو من فرض شروط او تعقيدات أو أمر واقع على الحدود الجنوبية لعرقلة هذا المشروع او منع الاهالي من العودة إلى قراهم وممارسة حياتهم الطبيعية”. واضاف: “نحن في “حزب الله” مصممون على استكمال ما بدأناه على صعيد اعادة الإعمار ودفع التعويضات مهما كانت الصعوبات، لأن مشروع إعادة الإعمار هو جزءٌ من مقاومة الاحتلال، ولكن ما نقوم به لا يُعفي الدولة من مسؤولياتها”، مشيراً إلى “ان المقاومة اليوم تعطي الفرصة للدولة لتقوم بواجباتها تجاه شعبها ومواطنيها وإشعارهم بأن هناك دولة تقف إلى جانبهم وتحميهم وتدافع عنهم وتمنع العدو من استباحة قراهم، وألا تكتفي بمواقف رفع العتب، فإن تقصيرها وتغافلها لا يترك للناس من خيار سوى القيام بكل ما يمكن للدفاع عن حياتهم وأرزاقهم”.
وتابع “تقولون إن الدولة هي التي تحمي البلد وهي التي تدافع عن الوطن ويجب حصر السلاح بيد الدولة، تفضلوا اليوم الدولة هي الموجودة على طول الحدود ولديها الفرصة لكي تمارس دورها وبيدها السلاح ومعها لجنة الاشراف على اتفاق وقف إطلاق النار ومعها المجتمع الدولي ايضاً، فماذا فعلتم حتى الآن أمام الخروقات والاعتداءات اليومية الاسرائيلية؟ على الاقل أقنعونا بجدوى حصرية السلاح بيد الدولة”. وختم: “هناك احتلال ولا يمكن حصر السلاح بيد الدولة طالما هناك احتلال، وعندما يكون هناك احتلال وعدوان مستمر فإن السلاح هو زينة الرجال وعلى الجميع ان يتصدى لهذا الاحتلال وبكل الوسائل، وهذا حق لا يمكن ان نتخلى عنه مهما كانت التضحيات”.
الخطيب: تجربة ناجحة
بدوره، رأى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب “أن التجربة الاخيرة في العقد الأخير من القرن الماضي واوائل هذا القرن، من اعتماد المقاومة الشعبية، أثبتت نجاح هذه المقاربة نجاحاً باهراً، فاستطاعت الانتصار للقضية اللبنانية، وهي تحرير الأرض من رجس الاحتلال، على الرغم من عدم التناسب اصلاً في موازين القوى التي كانت لصالح العدو تماماً، يضاف إلى ذلك أن التنازع الطائفي الداخلي والحسابات الطائفية الخاطئة، جعلت المقاومة في وضع لا تُحسد عليه، إلى جانب التحريض الخارجي”.
ولفت إلى أنه “مع كل هذه الظروف حققت المقاومة ما لم يكن بحسبان أحد، وبما يشبه المعجزة لديهم، لأن قناعاتِهم مبنية على حسابات مادية خاطئة، وثقافة لقنوها لا تنتمي لإيمانهم الأصيل. لذلك لم يكن مفهوماً لديهم هذا الانتصار. وبدل أن تكون درساً لهم وانتصاراً لقضيتهم الوطنية والقومية، وقعوا تحت تأثير التضليل الإعلامي المدفوع الأجر، من اجهزة المخابرات الدولية التي هالها هذا الحدث، واستطاعت بفعل العامل الطائفي تحويل ذلك إلى عامل يزيد من خوف بعض الطوائف ويدفعها لمواجهته، وترى في التخلص منه عامل تقاطع مع أهداف العدو”.
القدس العربي