أخبار حياة – دعا رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاجامي أمس إلى وقف إطلاق نار في شرق الكونغو، في أول محادثات مباشرة بينهما منذ أن كثف متمردو حركة (23 مارس) حملتهم في شرق الكونغو في كانون الثاني الماضي.
وجاء في بيان صدر بالاشتراك مع قطر التي توسط أميرها في عقد الاجتماع في الدوحة إن وقف إطلاق النار يجب أن يتم “على الفور وبلا شروط”.
لكن لم يتضح بعد إن كان ذلك سيوقف هجمات متمردي حركة 23 مارس الذين يسيطرون الآن على أراض أكثر من ذي قبل في شرق الكونغو، من ضمنها أكبر مدينتين في المنطقة.
وتتهم الكونغو رواندا بإرسال أسلحة وقوات رواندية لدعم المتمردين الذين أدت حملتهم إلى انزلاق شرق الكونغو إلى أسوأ صراع منذ عقود.
وتقول رواندا إن قواتها تتصرف دفاعا عن النفس ضد جيش الكونغو الديمقراطية والميليشيات المعادية لكيجالي.
وتعمل الدول المجاورة على التوسط لوقف إطلاق النار، لكن المساعي التي بذلت لعقد لقاء بين حكومة الكونغو وزعماء حركة 23 مارس في أنغولا اليوم باءت بالفشل بعدما قررت الحركة بعد ظهر أمس الإثنين عدم المشاركة.
وفي اجتماع اليوم الثلاثاء في قطر، اتفق تشيسكيدي وكاجامي “على ضرورة مواصلة المناقشات التي بدأت في الدوحة من أجل إرساء أسس متينة لسلام دائم”.
وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات إن الاجتماع كان “غير رسمي” و “لا يهدف إلى أن يكون بديلا لأي جهود قائمة”.
ويعود الصراع في شرق الكونغو إلى تداعيات الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 والتنافس على الثروات المعدنية. وتصاعدت وتيرة الصراع منذ يناير/ كانون الثاني حيث قُتل آلاف الأشخاص وأُجبر مئات الآلاف على النزوح عن ديارهم.
واضطلعت قطر بدور الوساطة في عدد من الصراعات، وكان أحدث جهودها وساطتها مع مصر والولايات المتحدة للتفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة، والذي انهار في وقت سابق من اليوم الثلاثاء.
وقال المحلل الكونغولي بوب كابامبا من جامعة لييغ في بلجيكا إن العلاقات الوثيقة بين قطر ورواندا تعني أن كاجامي ربما وجد صعوبة في رفض دعوة لحضور اجتماع اليوم الثلاثاء، وهو الأمر الذي أدركه تشيسكيدي أيضا.
وأضاف كابامبا “التطورات الميدانية تجعل الأمور صعبة على فيليكس تشيسكيدي. يتعين عليه إيجاد حل”.
(رويترز)