أخبار حياة – أفادت مصادر في لجنة السلم الأهلي في سوريا، بأن اجتماعا موسعا عُقد يوم أمس في مبنى بلدية القرداحة في ريف اللاذقية، ضم ممثلين عن المجتمع الأهلي وكبار المسؤولين الأمنيين في المحافظة، وعلى رأسهم مدير أمن المنطقة ساجد الديك.
ووفق ما قالت المصادر لـ «تلفزيون سوريا» فإن الاجتماع جاء تتويجا لجهود متواصلة ومبادرات محلية، بهدف معالجة تداعيات موجة العنف الأخيرة، حيث تم الاتفاق على خطوات عملية لتعزيز الأمن والاستقرار، مع وعود من القيادات الأمنية بتعميم التجارب الناجحة على باقي مناطق الساحل السوري وفق الأولويات.
وأكدت أن الاجتماع أفضى إلى مناشدة جميع الأهالي الذين اضطروا للنزوح، خاصة أولئك الذين لجأوا إلى الجبال والمناطق المفتوحة، بالعودة الفورية إلى منازلهم، مشيرة إلى أنه لن تكون هناك أي عراقيل تعيق عودتهم. كما أوضحت أن عناصر الأمن العام تلقوا تعليمات واضحة بالتعامل الأخوي مع جميع أبناء القرداحة، وتسهيل حركتهم، وتقديم المساعدة لهم عند الضرورة.
وذكر «تلفزيون سوريا» أن الإجراءات التي تم الاتفاق عليها تشمل تسريع إطلاق سراح الموقوفين وإنجاز عمليات التحقيق ضمن فترات زمنية محددة، وعدم التعرض لحملة بطاقة التسوية، وضمان التنسيق مع لجنة السلم الأهلي في أي مراجعات أمنية، ووقف أي عمليات توقيف من دون مذكرة رسمية، وحصر عمليات المداهمة بالمطلوبين الذين يشكلون خطرًا أمنيًا مباشرا، وإخلاء أي منازل تم إشغالها لأغراض أمنية وإعادتها إلى أصحابها، وتحسين تعامل الحواجز الأمنية مع المواطنين وتسهيل حركتهم اليومية، وتخصيص أرقام رسمية لتلقي الشكاوى ومتابعتها بما يضمن حقوق وكرامة الإنسان، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، وضمان توزيعها العادل.
وفد حكومي في قاعدة حميميم الروسية
وأشارت لجنة السلم الأهلي إلى أنها نجحت في تكرار تجربة دمشق في تعزيز الاستقرار في القرداحة، مع خطط لتوسيع نطاق التجربة إلى مناطق جبلة وريف طرطوس خلال الفترة المقبلة.
وأكد المصدر أن اللجنة ستتحمل مسؤولياتها في تعزيز الأمن والثقة داخل المجتمع، داعية الأهالي إلى التواصل معها للمساعدة في حل المشكلات وتجاوز الظروف الراهنة. كما ذكر أن اللجنة ستصدر خلال الأيام المقبلة بيانًا تفصيليًا بأسماء المتطوعين وأرقام مسؤولي التواصل في مختلف المجالات (الأمن، الموقوفون، الحقوق، وغيرها).
وأوضح أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها تأتي في إطار إيمان اللجنة بضرورة أن تلعب الدولة دورها الكامل في حفظ الأمن، مع التأكيد على التزام الأهالي بالإجراءات الأمنية، والتعاون مع السلطات، والتبرؤ من أي أعمال مسلحة قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى، مع الإقرار بحقوق المواطنين في التعبير عن مطالبهم بالطرق المشروعة.
إلى ذلك، أجرى وفد حكومي زيارة إلى قاعدة حميميم الروسية، أمس الأربعاء، للقاء المواطنين السوريين الموجودين فيها، وبحث الخطوات اللازمة لتسريع عملية إخلائهم وإعادتهم.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن وفداً من إدارة منطقة جبلة أجرى جولة تفقدية في إطار متابعة أوضاع النازحين، والوقوف على احتياجاتهم، ومناقشة بعض الخطوات في سبيل إسراع عملية إخلائهم إلى قراهم وبيوتهم.
ويوم الأحد الماضي، أجرى وفد حكومي زيارة إلى قاعدة حميميم والتقى بعدد من الأهالي، مؤكداً استقرار الأوضاع الأمنية في قراهم وبلداتهم، ومشجعاً إياهم على العودة، على غرار من سبقوهم. وشملت الزيارة استعراض التدابير التي تتخذها الحكومة لضبط الأمن في المنطقة، إلى جانب توفير الاحتياجات الأساسية، سعياً لضمان عودة آمنة للمواطنين إلى منازلهم، وفق ما ذكر المكتب الصحافي في محافظة اللاذقية. وسبق أن دعت القوات الروسية في قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية المدنيين الذين لجأوا إليها خلال الأيام الماضية إلى مغادرة القاعدة والعودة إلى مناطقهم، مشيرةً إلى أن الوضع في سوريا يتحسن تدريجياً، وفقاً لوثيقة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.