أخبار حياة – أعرب الأمين العام للأمم المتحدة في بيان منسوب للمتحدث الرسمي باسمه، عن حزنه العميق وصدمته لسماعه نبأ وفاة أحد موظفي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، إثر استهداف دارَي ضيافة تابعَتين للمنظمة الأممية في دير البلح في غارات جوية. كما أصيب خمسة موظفين آخرين من الأمم المتحدة بجروح خطيرة.
وأكد الأمين العام في البيان “أن مواقع جميع مباني الأمم المتحدة معروفة لأطراف النزاع، وهم مُلزمون بموجب القانون الدولي بحمايتها والحفاظ على حرمتها المطلقة”.
وأدان البيان بشدة جميع الهجمات على موظفي الأمم المتحدة، داعيا إلى إجراء تحقيق شامل، مؤكدا على ضرورة إدارة جميع النزاعات بطريقة تضمن احترام المدنيين وحمايتهم.
وأشار إلى أنه “بهذه الضحية الجديدة يصل عدد الزملاء في الأمم المتحدة الذين قُتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 280 على الأقل”.
وجاء في البيان الذي تلاه نائب المتحدث الرسمي، فرحان حق، في إحاطته الصحافية اليومية، أن “هذا الحادث يأتي في أعقاب تقارير من يوم أمس، والتي شهدت مقتل المئات، بينهم العديد من الأطفال، مسجلةً بذلك أحد أكثر الأيام دموية في غزة منذ أواخر عام 2023”.
وشدد الأمين العام على ضرورة احترام وقف إطلاق النار لإنهاء معاناة الناس، كما “يجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين. ويجب إطلاق سراح الرهائن فورًا ودون قيد أو شرط”، مذكرا بضرورة الامتثال للقانون الدولي في جميع الأوقات.
من جهة أخرى أصدر توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الأمم المتحدة لإغاثة الطوارئ، بيانا أدان فيه “مقتل زميل في الأمم المتحدة وإصابة خمسة آخرين في غارة جوية على مجمعنا – المُحدد بوضوح – في غزة. وهو أمرٌ مُثيرٌ للغضب. نُشارك عائلة زميلنا حزنها. وباسمهم وباسم من يُواصلون العمل، نُطالب بإيضاحات”.
وجاء في بيان فليتشر أن القانون الدولي واضح، و”يجب عدم استهداف المدنيين بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والعاملون في المجال الإنساني. يجب على المجتمع الدولي أن يُشاركنا في الإصرار على إجراء تحقيق جدي ومحاسبة المسؤولين”.
وأضاف البيان “بالأمس، في أحد أكثر الأيام دمويةً في غزة، قُتل مئات الأشخاص – كثير منهم أطفال – في غارات جوية. وكما أشرتُ إلى مجلس الأمن أمس، فإن غزة الآن، منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، محاصرة تمامًا أمام الغذاء والدواء والوقود وغاز الطهي. لقد انقلبت المكاسب التي حققناها خلال وقف إطلاق النار في دعم الناجين. تُجبر العائلات على النزوح، وتعيش من جديد في خوف من القصف والموت. يجب رفع الحصار عن المساعدات المُنقذة للحياة. يجب إطلاق سراح الرهائن. يجب حماية المدنيين. يجب تجديد وقف إطلاق النار”.
وكان مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أعلن صباح أمس عن مقتل زميل لهم (دون الإعلان عن اسمه)، وإصابة خمسة موظفين آخرين، جراح بعضهم خطيرة، إثر انفجار في دير البلح، حيث تعرض مقر إقامة مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع للقصف حوالي الساعة 11:30 صباحا.
وكان ثلاثة من موظفي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع المصابين يعملون في دعم برنامج دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واثنان يعملان في دعم آلية الأمم المتحدة التي أنشئت بموجب القرار 2720 (2023) الخاصة بغزة.
وجاء في البيان: “لا يوجد تأكيد حتى الآن على طبيعة الحادث، إلا أن الموقع معزول. ما نعرفه هو أن ذخيرة متفجرة أُلقيت أو أُطلقت على البنية التحتية وانفجرت داخل المبنى. لا نعرف حتى الآن نوعها (أسلحة ملقاة جوا، مدفعية، صاروخ)”.
وصرح المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، خورخي مورييرا دا سيلفا: “لم يكن هذا حادثا عرضيا، بل كان مقصودا. ما يحدث في غزة أمر لا يطاق. أشعر بالصدمة والحزن الشديدين إزاء هذا الخبر المأساوي. لقد رأيت التفاني المطلق لفريقنا في غزة الشهر الماضي. لا ينبغي أبدا استهدافهم. هم وموظفو الأمم المتحدة ومقارّها. أتقدم بخالص التعازي لجميع المتضررين”.
وأضاف دا سيلفا أن الهجمات على المقار الإنسانية تعدّ انتهاكا للقانون الدولي. ويجب على جميع الأطراف حماية موظفي الأمم المتحدة ومقارها. يعتمد السكان المدنيون على الأمم المتحدة للحصول على مساعدات منقذة للحياة، فهم شريان حياة أساسي في وقت المأساة والدمار الشاملين. “أجدد دعوة الأمم المتحدة لاستئناف وقف إطلاق النار، وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين دون قيد أو شرط.”