مستشفى الصداقة التركي .. ملاذ مرضى السرطان تسحقه إسرائيل .. “شاهد”

أخبار حياة – في تصعيد خطير لانتهاكاتها بحق القطاع الصحي في غزة، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تدمير مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في مدينة الزهراء جنوب غزة، محولةً إياه إلى ركام، في واحدة من أبشع جرائم الحرب التي تستهدف البنية التحتية الصحية في القطاع المحاصر.
مستشفى الأمل يتحول إلى أنقاض
كان مستشفى الصداقة، الذي افتُتح عام 2020 بعد تأخير طويل بسبب الحصار، الملاذ الوحيد لمرضى السرطان في غزة، حيث وفر العلاج لما يقرب من 30 ألف مريض سنويًا.
ومع بداية العدوان الإسرائيلي، تعرض المستشفى لعدة غارات جوية أسفرت عن تدمير أجزاء كبيرة من بنيته التحتية، مما أدى إلى توقفه عن العمل في نوفمبر 2023 بسبب الأضرار الجسيمة ونقص الوقود والأدوية.
تحويل المستشفى إلى قاعدة عسكرية ثم تسويته بالأرض
أظهرت صور الأقمار الصناعية أن جيش الاحتلال استخدم المستشفى كقاعدة عسكرية، حيث تمركزت عشرات الآليات العسكرية في فناء المبنى، مما أدى إلى تعطيله بالكامل. كما أُجبر المرضى على مغادرة المستشفى، ليواجهوا مصيرًا مجهولًا في ظل انعدام البدائل الطبية وانقطاع سبل السفر للعلاج في الخارج. وفي 21 مارس 2024، أكملت قوات الاحتلال جريمتها بنسف المستشفى بالكامل، ليصبح كومة من الخرسانة، ضمن سياسة ممنهجة لاستهداف المنشآت الطبية.
استهداف منهجي للقطاع الصحي
لم يكن مستشفى الصداقة المستهدف الوحيد، حيث طالت الغارات الإسرائيلية مستشفيات أخرى مثل الشفاء، كمال عدوان، والمستشفى المعمداني، مما يعمّق الأزمة الإنسانية في غزة.
ويؤكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن هذا الاستهداف الممنهج يندرج ضمن جرائم الحرب المنصوص عليها في اتفاقية جنيف الرابعة ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
إدانة دولية واستمرار الصمت العالمي
في تعقيبه على الجريمة، وصفت وزارة الصحة الفلسطينية ما حدث بأنه “استكمال لسلسلة الإبادة الجماعية وتدمير النظام الصحي الفلسطيني”، فيما أدانت وزارة الخارجية التركية الاستهداف المتعمد للمستشفى، مؤكدةً أنه جزء من محاولات الاحتلال لجعل غزة غير صالحة للحياة.
ودعا المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق المدنيين والبنية التحتية الصحية، مؤكدًا أن استمرار الصمت الدولي يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
منظومة صحية تنهار ومعاناة تتفاقم
منذ بداية العدوان، تعرضت المستشفيات في غزة لأضرار جسيمة، ما دفع المنظومة الصحية نحو الانهيار الكامل. ومع استهداف مستشفى الصداقة، خسر مرضى السرطان آخر أمل لهم في تلقي العلاج، مما أدى إلى وفاة المئات بسبب نقص الرعاية الصحية. ويؤكد المركز الفلسطيني أن هذه الانتهاكات تشكل جرائم ضد الإنسانية تستوجب محاسبة دولية فورية، محذرًا من كارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة في القطاع.