Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

ترامب طلب حضور نتنياهو إليه.. لكن ماكرون جاء إلينا

الدكتور محمود عواد الدباس
1/3
قمتان كبيرتان أو لقاءان كبيران تم عقدهما مساء يوم أمس الإثنين. الأولى في واشنطن، والثانية في القاهرة. في قمة واشنطن، اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مع الرئيس الأمريكي ترامب للمرة الثانية في شهرين. وفي القاهرة، اجتمع الرئيس الفرنسي ماكرون مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني. بحسب مصادر الأخبار، كان هناك اتصال هاتفي جماعي بين (ماكرون والسيسي والملك عبد الله) من جهة، مع الرئيس الأمريكي من جهة أخرى. لكن ذات مصادر الأخبار تفاوتت في تحديد جهة المتصل. وهو في إحدى المصادر أنه مبادرة من الرئيس الفرنسي خلال اجتماعه مع الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي. أما المصادر الأخرى فقالت إن جهة الاتصال كانت الرئيس الأمريكي قبيل اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
في ظني أن التوقف على تحديد جهة المتصل ليس مسألة شكلية أو ثانوية، وإنما أساسية. فحسب تحديد جهة المتصل تختلف الأهداف وما بعدها؟!
2/3
في القمتين، كانت الصور الجماعية أو الثانية ذات دلالة سياسية. في القاهرة، وقف الرئيس الفرنسي متوسطًا بين الملك عبد الله والرئيس السيسي، مع تشبيك أصابع اليدين بين بعضهم البعض ورفعها إلى الأعلى، مما يعني أعلى درجات التوافق بين الثلاثة. وهو ما عكسه البيان الصادر عن الاجتماع الثلاثي (وقف إطلاق النار في غزة، وقف منع دخول المساعدات إليها، تسليم الرهائن المحتجزين لدى حماس، تأييد الخطة العربية بما يخص إعادة إعمار غزة). تبع ذلك تصريح منفرد للرئيس الفرنسي بأنه لا عودة لحماس في حكم غزة. بكل تأكيد أن انعقاد هذه القمة الثلاثية يأتي تعزيزًا لواقع التقارب الأردني والمصري مع الاتحاد الأوروبي، والذي يتزامن في ذات الوقت مع زيادة التباعد منهما وعدد من دول الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا وسياسيا. أردنيًا ومصريًا بما يخص فلسطين، وأما لبعض الدول الأوروبية بما يخص أوكرانيا ثم فلسطين. على الجهة الأخرى، في البيت الأبيض، كانت الصورة الثنائية ذات دلالة أيضًا. سحب ترامب كرسي الجلوس لرئيس الوزراء الإسرائيلي في الاجتماع المغلق بينهما، في إشارة إلى المكانة الكبيرة التي يمثلها نتنياهو. ثم جلس ترامب وبجانبه نتنياهو في المؤتمر الصحفي في صورة تعكس نظرة ترامب العالية إلى نفسه وإلى أمريكا، مع النظرة الاستعلائية نحو من يجلس معه، لكن مع بعض الضحكات والكلمات الإطرائية تجاه نتنياهو. في التوقف على التصريحات الإعلامية منهما، فهي متفقة مع قمة القاهرة في شيء، ومعاكسة لها في بقية الأمور. الاتفاق يتمثل بحسب قول ترامب في العمل على إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار وعودة الرهائن. وقتها كان نتنياهو في وضعية تلقي الأمور؟ لذلك اكتفى بالقول بضرورة استمرار العمل على استعادة الرهائن. لكن في الأمور المعاكسة لقمة القاهرة، فهو أن ترامب عاد إلى طرح فكرة امتلاك غزة مع وضع قوات أمريكية فيها لحفظ السلام. إضافة إلى الإصرار على تهجير سكانها منها باعتبارها منطقة لم تعد تصلح للعيش. في هذا أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي على الاستمرار في خطته، وهي تهجير غزة من سكانها لمن يرغب؟
3/3
ختامًا، بكل تأكيد أن انعقاد قمة القاهرة قبل قمة واشنطن كان له تأثير على تصريحات ترامب فيما يتعلق بالعمل على إمكان الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل تسليم الرهائن. من هنا تصبح الكرة في ملعب حركة حماس. أو أن الإبادة مستمرة. لكن فيما يتعلق بتهجير سكان غزة منها، فإن المسافة واسعة جدًا بين الأردن ومصر ومعهم عدد كبير من الاتحاد الأوروبي، وخاصة فرنسا، من جهة، مع التوجهات الإسرائيلية والأمريكية من جهة أخرى. لكن من ناحية فعلية، فربما يحدث ذلك تدريجيا إذا لم تنفذ خطة إعادة الإعمار من جديد وقتها فإن نسبة من سكان غزة لن تبقى فيها إذا توفرت لهم الفرصة ؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أخبار حياة