Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

تهديدات الفايز بقطع اليد وقص اللسان.. هل هي الرسالة الأخيرة لهم داخليا وخارجيا؟

الدكتور محمود عواد الدباس
1/4
استمعت مساء أمس الثلاثاء إلى فيديو قصير يتضمن الكلام الذي جاء على لسان دولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز. في هذا الفيديو القصير، قال الفايز: [ستقطع اليد التي تمتد إلى الوطن والقيادة والجيش والأجهزة الأمنية، كما سيقص لسان كل من يسئ إليهم]. مضيفا أن الإساءات والتجاوزات التي تمت كانت تحت غطاء دعم غزة. استوقفني جدا هذا الكلام الحاد جدا. فقررت قراءة نص ما قاله كاملا وعدم الاكتفاء بالجزء المنشور عبر الفيديو المقتضب.
بداية، أرى أن هذا الكلام الذي صدر عن الفايز يمثل أعلى درجات التحذير السياسي من الدولة تجاه المعارضة السياسية التي فعلت ذلك. وسببها المباشر هو الهتافات الأخيرة في يوم الجمعة الماضي. في التحليل الأبعد، فإن السؤال الهام: هل أن حديث الفايز يكمل ما جاء في حديث الملك عبد الله في الشهر قبل الماضي عندما تحدث عن وجود أشخاص بيننا يتلقون أوامر وتعليمات من الخارج؟ المؤكد أن الملك يعلم من هم، لكنه لم يفصح، ربما بانتظار اكتمال الأدلة؟

2/4
بكل تأكيد أن أهمية الكلام التحذيري على لسان الفايز تأتي من موقعه الرسمي كرئيس لمجلس الأعيان، من حيث أن المجلس، وفقا للتعابير السياسية، يعتبر أنه مجلس الملك. هنا تكون الرسالة السياسية أقوى وأوضح. يضاف إلى ذلك أن الفايز هو الوحيد من رؤساء السلطات الثلاث ذو الخلفية العشائرية والقبلية، والتي هي المكون الاجتماعي للجيش وكافة الأجهزة الأمنية المختلفة، مما يعني أنه الخيار المناسب أكثر من غيره لهذه المهمة. في ذات السياق، فإن تصريحات الفايز السابقة ومنذ أن كان رئيسا للحكومة وإلى يومنا هذا لم تكن تصل في حدتها كاملة إلى ربع الحدية في حديثه يوم أمس الثلاثاء. ربما أن هنالك معلومات يعلمها الفايز، وهي من دعته إلى هذا التحذير أو التهديد غير المسبوق. وربما قد تكون تلك التصريحات التي أدلى بها لها بعد استباقي من حيث احتمالية وجود تعليمات مستقبلية من جهات خارجية سعت وتسعى لضرب الجبهة الداخلية الأردنية من داخلها، كي تضعف الدولة وتكون قابلة بما يعرض عليها في لحظات مصيرية قادمة؟
¾
ردا على تصريحات الفايز وتأكيدا لصحة كلامه والمتمثل في واقع الإساءات إلى الأجهزة الأمنية، تم في مساء البارحة وصف كوادر الأمن العام بأنهم (صهاينة) من قبل إحدى المشاركات خلال مظاهرة تمت في أماكن قريبة من محيط السفارة الإسرائيلية تحت عنوان الاحتجاج على أحداث غزة. حيث كانت هذه الفعالية هي الثانية التي أعلن عنها (الملتقى الوطني لحماية الوطن ودعم المقاومة)، والذي يضم عددًا من الأحزاب السياسية المعارضة، وعلى رأسها حزب جبهة العمل الإسلامي، وبعض الأحزاب اليسارية. كان هدف مظاهرة مساء أمس هو محاصرة مبنى السفارة الإسرائيلية في عمان، حسب البرنامج المعلن، للمطالبة بإغلاقها وإلغاء معاهدة وادي عربة. مع الإشارة إلى أن الفعالية الثالثة القادمة، حسب البرنامج المعلن عنه، هي الذهاب باتجاه الحدود يوم الجمعة القادم . والمؤكد أنها إذا تمت، فإنها ستشهد إساءات أعلى مما قيل مساء أمس في الرابية، مع توقع أن الجناح المتشدد في الملتقى يسعى إلى حدوث اصطدامات مع الكوادر الأمنية هناك لتحقيق الهدف المراد؟.

4/4
ختاما، الدولة الأردنية تستشعر أن الخطر عليها أصبح أعلى من كل ما مضى عليها من أخطار منذ عقود بسبب تداعيات القضية الفلسطينية حاليا والطموحات السياسية التي يسعى إلى تحقيقها اليمين الديني الإسرائيلي. وحيث أن قوة الدولة الأردنية تأتي من قوتها العسكرية والأمنية، ثم ارتفاع الوعي الوطني لمواطنيها وصلابة الجبهة الداخلية لها، لذلك فإن الدولة الأردنية هي في حالة رصد دائم لأي تجاوزات يمكن أن تؤثر على صمودها ومنعتها. وبالتالي، وبناء على ذلك، فلا خيارات أمام من يتلقون أوامر من خارج الأردن إلا الصمت والانعزال، أو انتظار نهاية قاسية لهم إذا نفذوا تلك التعليمات الخارجية الهادفة لضرب الجبهة الداخلية الأردنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أخبار حياة