أخبار حياة – قال أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأردنية، غازي العساف، إن صادراتنا إلى الولايات المتحدة تشكل نحو ربع إجمالي الصادرات الأردنية، فيما يشكل السوق الأمريكي حوالي 26% من إجمالي التبادل العالمي مع كل دول العالم.
وأضاف في حديثه لبرنامج استديو التحليل عبر حياة اف ام، أن حصة الصادرات الأردنية في السوق الأميركي لن تكون مؤثرة على الولايات المتحد بقدر أثرها على الأردن.
وتابع: “ستتأثر الاستثمارات الأجنبية في الأردن بالرسوم الجمركية الأميركية، لأن جزءًا كبيرًا من هذه الاسثتمارات في قطاعات النسيج والألبسة والصناعات الكيماوية والأسمدة، عبارة عن استثمارات أجنبية”.
“لذلك أعتقد أن الأثر في ظل انكماش الطلب الناتج عن زيادة هذه الرسوم التي ستؤدي إلى رفع التكلفة بطبيعة الحال في السوق الأمريكي وعالميًا، حتمًا سيكون بانكماش حجم الاستثمارات خلال الفترة المقبلة” وفق العساف.
وأكد أن الاقتصادات الصغيرة؛ كالاقتصاد الأردني يتأثر ولا يؤثر وهذه قاعدة عامة.
وبين أن وجود عجز في الميزان التجاري الأردني مع أغلب دول العالم أمر طبيعي، وذلك نتيجة أن جزءًا كبيرًا من صادراتنا هي سلع أولية ذات قيمة مضافة منخفضة، وبالتالي أساس المشكلة هو أن القيمة المضافة في الصادرات السلعية الأردنية قليلة.
وزاد: “إذا أردنا تخطي تقليص عجز الميزان التجاري فعلينا العمل على رفع القيم المضافة لعدد كبير من السلع التي يمكن رفع قيمتها”.
وعن إمكانية تحقيق منعة اقتصادية أو تجارية، أوضح أن ذلك يكون ببناء القوة الاقتصادية لأي دولة عبر التنويع الاقتصادي في الشركاء التجاريين، “وللأسف في دولنا والأردن منها عادة ما تتركز الشراكات التجارية مع 5 أو 6 دول فقط”.
وأورد أننا نجد 70% من إجمالي صادراتها أو وارداتها تأتي من عدد قليل جدًا من الدول، وهذا من العناصر التي تشكل تهديدًا وضعفًا في أي اقتصاد دولة وخاصة في التجارة الخارجية.
وشدد على ضرورة البدء بتوسيع استراتيجيات التنمية واستغلال المميزات، كتلك التي تتمتع بها المنتجات الدوائية في ظل وجود أسواق كبيرة تستوعب كل هذه المنتجات.
وأشار إلى أنه “كان هناك تأخر في رد الحكومة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية ولم يكن هناك تصاريح مباشرة مما يدل على وجود إرباك”، لافتًا إلى أن بات الأن هناك توسع في بعض السياسات التي من شأنها تعزيز التنافسية في بعض القطاعات.
جدير بالذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال، أمس الأربعاء، إنه سمح بوقف مؤقت مدته 90 يوما، في إطار خطته للرسوم الجمركية، لكنه رفع كذلك نسبة الرسوم الجمركية على الصين إلى 125% تسري على الفور، بعدما كانت 104%.
وأشار إلى أنه قرر وقف الرسوم الجمركية المضادة 90 يوما عن الدول التي لم ترد على الرسوم الأميركية، في حين زاد الرسوم على الصين التي أعلنت مزيدا من الإجراءات الانتقامية.