هل تتخلى إيران الجديدة …عن حركة حماس كي تحقق مصالحها؟

الدكتور محمود عواد الدباس.
بحسب الصحافة العبرية، فإن المدة الزمنية التي منحها الرئيس الأمريكي ترامب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مواصلة حربه على غزة هي من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. مع استمرار الرئيس الأمريكي ترامب بالسعي نحو إعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس عبر قنوات مختلفة. قناعتي الذاتية أن المفاوضات الأمريكية الإيرانية ستشمل ذلك، إضافة إلى العديد من القضايا الخلافية بينهما. بكل تأكيد، أن الإيرانيين يهمهم الحفاظ على مشروعهم النووي واقتصادهم. وفي سبيل ذلك يمكن التخلي عن بقية الأوراق التي يملكونها أو أن لهم نفوذ فيها وعليها.
تعدد أسباب الخسارات الأخيرة التي تعرضت لها إيران، منها أنها تخلت عن حلفائها فلم تبذل جهدًا من أجل إنقاذهم أو أنها ساهمت في تسهيل القضاء عليهم دون مزيد من التفاصيل.
أبرز تلك الخسارات كانت خسارة النظام السوري الذي كان الرقم الأول في تحالفاتها. ثم جاء أضعاف حزب الله في لبنان.
لاحقًا ومؤخرًا وفي ذات الاتجاه، فقد خففت إيران أو أنها قد تخلت عن دعم الحوثيين في اليمن بعد التحذيرات الأمريكية الأخيرة لها. الاستنتاج هنا، بناءً على كل تلك المؤشرات، أن إيران الجديدة تفعل كل ذلك من أجل تحقيق مصلحتها القومية بالدرجة الأولى. ضمن ذات الاتجاه الإيراني الجديد، فإن السؤال اليوم: هل جاء دور حماس كي تتخلى عنها إيران، خاصة وأن هذا هو مطلب أمريكي؟
في التوقعات الأمريكية من هذه المفاوضات التي ستعقد في سلطنه عمان. فقد كان هناك عدة تصريحات متتالية من الرئيس الأمريكي أكد أنه لا يتوقع نجاح هذه المفاوضات، ثم قال في تصريح آخر أنه سيوجه ضربة عسكرية إلى إيران بمشاركة إسرائيل إذا فشلت المفاوضات، إضافة إلى مزيد من العقوبات الاقتصادية عليها.
في الربط ما بين مهلة الأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع التي أعطاها ترامب في مواصلة الحرب على غزة وما بين المفاوضات الأمريكية الإيرانية والتي ستشمل العلاقة الإيرانية مع حركة حماس، فإن ذلك يعني أن مصير غزة معلق بنتائج المفاوضات الأمريكية الإيرانية.
أعتقد أن نجاح المفاوضات الإيرانية الأمريكية من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية يتحقق إذا مارست إيران نفوذًا على حركة حماس بتسليم كافة الرهائن لديها، مما يعني انتهاء الحرب.
فإذا فشلت إيران في ذلك، فربما وكبديل لذلك فإنها ستقدم كل ما لديها من معلومات عسكرية تخص حماس، خاصة أسرار الأنفاق، إضافة إلى وثائق أخرى قد تضعف الحركة.
بغير ذلك فإن المفاوضات ستفشل، مما يعني الذهاب نحو الضربات العسكرية والعقوبات الاقتصادية على إيران، مع مواصلة الحرب على غزة وإعادتها إلى واقع الاحتلال الإسرائيلي لها من جديد.
ختامًا، واضح وبكل تأكيد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تمكنت من إنهاء أو أضعاف كل حلفاء إيران في العالم العربي، وربما بمساعدة إيران ذاتها!
فهل تكون حماس هي الحليف الأخير الذي تتخلى عنه إيران كي تنجو بنفسها وتحقق مصالحها؟ في قادم الأيام سيكون الجواب.