الماضي: الاحتلال يسعى إلى تفكيك غزة وفرض واقع التهجير القسري

الاحتلال لن يتوقف ما لم تحدث متغيرات داخلية فلسطينية ودولية

أخبار حياة – أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور بدر الماضي، أن الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في تفكيك الترابط الجغرافي لقطاع غزة، وإنهاء الحالة الوحدوية فيه، وفي الضفة الغربية، ضمن مخطط واضح لتقسيم الأرض الفلسطينية وفرض وقائع جديدة على الأرض.

وقال في مداخلة عبر برنامج صوت حياة عبر أثير إذاعة حياة اف ام، اليوم، أن ما يجري في غزة حاليا هو تنفيذ عملي لمخطط تهجيري ممنهج، لافتا لوجود موافقة غير معلنة دوليا وإقليميا على ما يسمى بـ”التهجير الطوعي”، وهو في حقيقته تهجير قسري يتم تمريره تحت مسميات وإجراءات مختلفة تنفذها سلطات الاحتلال، سواء في رفح أو عبر تقسيم القطاع إلى مناطق معزولة ومفككة.

وأضاف أن الانتكاسات الخطيرة التي نشهدها اليوم تستدعي وقفة تأمل حقيقية، لفهم كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد من التفكك والتراجع في القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن هناك ثلاث روافع رئيسية ساهمت في إعادة تشكيل النظرة الدولية للقضية الفلسطينية، وكأنها لم تعد قضية مركزية كما كانت في السابق، وهي الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي ترسخ منذ عام 2007 وحتى اليوم، والذي انعكس بشكل خطير على وحدة الضفة وغزة.

وثانيا، تراجع الدعم العربي الرسمي للقضية الفلسطينية، باستثناء بعض الدول، وعلى رأسها الأردن، في وقت باتت فيه معظم الأنظمة العربية غير معنية بما يجري في فلسطين.

وأخيرا، البيئة الدولية التي أصبحت أكثر انحيازا للسياسات الإسرائيلية، وتحديدا سياسات حكومة نتنياهو، الأمر الذي ينعكس سلبيا على الأرض، ويمنح الاحتلال غطاءً لمواصلة تنفيذ مخططاته.

وأكد الدكتور الماضي أن الشعب الفلسطيني أثبت قدرته على النهوض مجددًا، حتى بعد كل انتكاسة، من خلال مقاومة شريفة تدافع عن الأرض والحق.

وقال إن الاحتلال سيواصل محاولاته لجعل رفح منطقة عازلة، وتقسيم القطاع إلى مناطق متعددة، إلا إذا حدث تحول كبير على المستويين الداخلي الفلسطيني والدولي، يفضي إلى مسار تفاوضي يُعيد سلطة وطنية فلسطينية قادرة على تمثيل الشعب، ولو بصيغة جديدة، لأن ما قبل غزة لن يكون كما بعدها.